"بحيرة البجع" في فصولها الجزائرية

"بحيرة البجع" في فصولها الجزائرية

25 فبراير 2019
(من عرض سابق)
+ الخط -

في عام 1877، عُرض باليه "بحيرة البجع" للمؤلّف الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي (1840 – 1893) لأول مرة وجاء تقييم النقاد سلبياً لما اعتبروه بطئاً وتكراراً يسبب الملل في عدد من أجزائه، ولأن صاحبه الذي غدا أعظم موسيقيي بلاده حينها لم يُنجز العمل إلا بعد تكليفه به، لم يبد اهتمامه بعمله هذا الذي سيصبح لاحقاً أشهر أعماله على الإطلاق.

بعد حوالي العقدين، نجح الباليه في جذب الجمهور إليه مع اختصار المشاهد لتصبح ثلاثة بدلاً من أربعة، وتغيير الراقصة الأساسية ووضع معايير صارمة لجميع الرقصات التي تشكّل أساس العرض وهي من تصميم الفنان ليف إيفانوف.

العمل الذي تم تقديمه في مئات المسارح حول العالم، يُعرض عند السابعة والنصف من مساء بعد غدٍ الأربعاء على خشبة مسرح "أوبرا بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة، حيث تؤديه فرقة "باليه سانت بطرسبرغ" الروسية بمرافقة "الأوركسترا السمفونية الوطنية الجزائرية" بقيادة المايسترو أمين قويدر، ويعاد العرض في الموعد نفسه يومي الخميس والجمعة المقبلين.

يبدأ العمل بوجود الأمير سيغفريد الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والعشرين ثم ذهابه لرحلة صيد في الغابة، ليجد الأمير نفسه أمام مجموعة من أجمل البجعات، ولتظهر الأميرة البجعة بهيأتها الإنسانية، وتروي له قصتها وأنّها مسحورة ولن تعود لهيأتها البشرية إلّا إذا وجدت من يحبها حباً صادقاً ولا يحب دونها.

يقدم الأمير الوعود الحالمة، لكنّه سرعان ما يتناسى وعده للبجعة الجميلة، وإذا به يهيم مع بجعة أخرى. يعود ويتذكر البجعة المسحورة، لكن الأميرة ترفض أن تغفر له، وبالتالي يصاب بحالة حزن شديد، ومع هذا اليأس التي أصابه وزوال فرصة عودة البجعة لطبيعتها البشرية، ينزع عنها التاج لتغرق ويغرق معها في البحيرة التي تكونت من دموع والدتها عليها.

لم يعتمد تشايكوفسكي على حكاية واحدة في نسج عمله، فهناك من يشير إلى أنه اقتبس قصة من التراث الشعبي الروسي تدعى "البطة البيضاء" لكن أحداث أخرى تقترب من قصة "الوشاح المسروق" للكاتب الألماني يوهان كارل أوغست موساوس متداخلة بسيرة حياة الملك البافاري لودفيغ الثاني (1864 - 1886)، الذي أُطلق عليه لقب ملك البجع.

المساهمون