"مسرح بلا إنتاج": محاولة في ترشيد الصورة

"مسرح بلا إنتاج": محاولة في ترشيد الصورة

24 فبراير 2019
(من مسرحية " تشابه أسماء" لـ عبد العزيز أوشنوك)
+ الخط -

في عام 2008، شارك حوالي مئة وعشرين شاباً وشابة في ورشة للتمثيل نُظّمت في الإسكندرية، ليقرّر القائمون عليها عرض أفضل سبعة مسرحيات قدّمها المشاركون في مهرجان سمّي بـ"مسرح بلا إنتاج"، نظراً إلى إنتاج تلك الأعمال بميزانية محدودة جداً.

حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، تتواصل فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان التي انطلقت أول أمس الجمعة على خشبة المسرح الكبير في "مكتبة الإسكندرية"، بمشاركة ثلاثة عشر عرضاً من العراق، والجزائر، وتونس، والمغرب، والكويت، والأورغواي، وسلوفاكيا، إلى جانب مصر.

تهدف التظاهرة إلى "تعويض غياب التمويل، عن طريق إعمال خيال فريق العمل، للوصول إلى حلول مبتكرة للتعبير عن الفكرة التي يطرحها العرض، ولا تعني فلسفة انعدام استخدام المادة، بقدر ما تعني ترشيدها بالصورة التي تتفق مع إعلاء قيمة الفكر، وإيجاد الحلول الإخراجية الخلّاقة، بحيث يبتعد فريق العمل بقدر الإمكان عن الاعتماد على الإنفاق المادي بوصفه وسيلة سهلة لصناعة مشهد مسرحي مبهر"، بحسب بيان المنظّمين.

تحمل الدورة الحالية اسم الفنان الراحل محمد شرف (1963 – 2018) الذي شارك في العديد من المسرحيات مثل "يمامة بيضاء" و"غيط العنب" و"القشاش" و"فيما يبدو سرقوا عبدو"، قبل أن ينتقل للعمل في السينما والتلفزيون.

تُعرض عند السادسة من مساء اليوم على خشبة المسرح الصغير في "مكتبة الإسكندرية" مسرحية "الشوط السابع" لـ بيات محمد مرعي من العراق، الذي يحاكم من خلالها السلطة بمفهومها المطلق؛ سلطة النظام السياسي الذي يصادر حرية الإنسان ويدفعه إلى دوائر القهر والخوف منها ما يجعله ينسى اسمه وهويته فيتنصل عن ذاكرته ووجوده الشخصي، وسلطة رجال الدين وهم يشطبون على العقل ويأخذونه إلى زمن يسوده التخدير، وسلطة التعليم الذي يحجم وعي التلاميذ ويفرض عليهم أن يكونوا مجرد آلة تجتر ما يلقنونهم من معلومات عفا عليها الزمن، وسلطة مجتمع دولي يستبيح حياة الشعوب باسم الشرعية الدولية.

كما يقدّم المخرج المغربي عبد العزيز أوشنوك عند التاسعة من مساء الليلة نفسها في "قصر ثقافة الأنفوشي" مسرحيته " تشابه أسماء" التي يستند فيها على نص "واقع خرافي" للكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي الذي يجمع حواراً بين رجلين أحدهما حيّ والآخر متوفى ويحملان الاسم ذاته لكن صدفة واحدة صنعت هذه الحياة وهذا الموت.

تُعرض أيضاً أربعة اعمال من مصر، هي: "يوم من زماننا" لـ بيشوي جورج و"الجوزاء" لـ سمير نصري و"أبو كالبيس" لـ أشرف علي و"يحكى أن لـ احمد عماد، إلى جانب "فيزيغراد" لـ كميل بيستريكي من سلوفاكيا، و"دوغمائية" لنصار النصار من الكويت.

المساهمون