"جبرا".. مونودراما تستلهم "البئر الأولى"

"جبرا".. مونودراما تستلهم "البئر الأولى"

23 فبراير 2019
خالد المصو في مونودراما "جبرا"
+ الخط -
عن كتاب السيرة الذاتية "البئر الأولى" للكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، اقتبست مسرحية "جبرا" التي انطلقت أمس في بيت لحم، متتبعة سيرة السنوات الأولى لصاحب "البحث عن وليد مسعود"، ويمكن اعتبارها أيضاً سيرة للمكان في بيت لحم مسقط رأس الروائي الراحل.

العمل هو مونودراما من إخراج إميل سابا وتمثيل خالد المصو وإنتاج "مسرح عناد" بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية. وبحسب بيان القائمين على المسرحية، فإن العرض يرصد حياة جبرا من عمر الخامسة وحتى الثانية عشرة، ويواكب تطور وعيه وفكره وعاطفته، "متنقلين معه بين شخصيات شكلت فارقاً كبيراً بحياته، وفي أحواش وأزقة عاش، وركض، ولعب فيها بين مدينتي بيت لحم والقدس".

اعتمد جبرا (1920-1994) في "البئر الأولى" على أحلام اليقظة والذاكرة، في تصوير مرحلة الطفولة التي تبدو مزيجاً من الكثافة الوجودية والغيبوبة الشعرية، حيث الكتاب مزيج يتداخل ويتدفق فيه المنطق واللا منطق، وفقاً للبيان.

الطفولة كما وصفها جبرا، في الأصل ليست قصة واحدة، بل قصص متباينة، يصعب في معظم الأحيان وصل بعضها ببعض، رغم تواتر شخصياتها، إلا بشيء من الحيلة الروائية.

ولئلا ينزلق جبرا في كتابة سيرته إلى التاريخ العائلي بتفرعاته، آثر الاستمرار باستقصاء كينونة واحدة تتنامى مع الأيام وعياً ومعرفة وعاطفة، تحيا براءتها، وتتشبث بها.

في الكتاب وصف للبيوت والأشجار والوديان والتلال، بعض الشموس والأمطار والوجوه والأصوات، واكتشاف القيم والأخلاق، والجمال والقبح والفرح والبؤس جميعاً.

ولعل الكاتب عن تقصد أو غير قصد، جعل من الذات والمحيط أحياناً موضوعين متبادلين، في الواحد انعكاس للأخر، بل وتجسيد رمزي له أحياناً، ولأنه في زوال مستمر مع الزمن، فكانت محاولته هذه في وضعه يده عليه ليأسره في شبة من الكلمات، لئلا يقبع بالمرة.

في كتابه نرى حياة الطفل اليومية وهو يزرع الأرض ويربي الدجاج والبط والخرفان، ويلعب مع قطته فلة، ويعرف معنى قسوة الطبيعة في الشتاء حين لا يجد غير صدر أبيه يدفئه.

تعرض المسرحية في مسقط رأس صاحب "صراخ في ليل طويل"، الذي انتقل منها ليدرس في القدس ثم سافر إلى إنكلترا وأميركا، قبل أن يستقر في بغداد بعد عام 1948، يعمل في جامعات عراقية لتدريس الأدب الإنكليزي.

لم يقتصر جبرا على كتابة الروايات، بل كان رساماً وناقداً تشكيلياً ومترجماً، أصدر نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمه.

يذكر أن المسرحية تقام استعداداً لانطلاق بيت لحم مدينة عاصمة للثقافة العربية في عام 2020.

المساهمون