"جنوبيان".. إيقاعات الصعيد الجوّاني

"جنوبيان" فرقة قادمة من الصعيد الجواني، أسسها الثنائي الشاعر أحمد حلبي والمطرب باسل عطيتو، فبينما يقول حلبي الشعر يتداخل معه غناء عطيتو لقصائد باللهجة الصعيدية، وهو طقس التقيا فيه حين كانا مجندين معاً في نفس المكان ومنه بدأت بذرة الفرقة.

يقول عطيتو في حديث إلى "العربي الجديد "لسنا أول من قام بهذا "التضفير" بين الشعر والغناء، ثمة نماذج قوية سمعناها عند الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وهناك نماذج أخرى ظهرت في التسعينيات على استحياء منها محمد ناصر علي ووجيه عزيز، ثم عزيز وعلي سلامة، ولم تأخذ هذه التجارب حظها".

لكن ما يقوم به حلبي (من سهاج) وعطيتو (من أسوان) هو لعب بحرية أكبثر، فالشعر نفسه يمتزج بالغناء، أما الغناء ففيه وقفات وسكتات وشعر، ومنعطف لتحوّلات في حالة الغناء نفسها، كما يوضح عطيتو.

تقف الفرقة اليوم على خشبة مسرح "تياترو إسكندرية" عند السابعة مساء، مقدمة عملها الذي يستند على ألحان الفلكلور الصعيدي إلى جانب ألحانها الخاصة التي يغلب عليها الطابع الجنوبي. نسأل عطيتو عن موسيقى الصعيد فيوضح أنها "غنية بالإيقاعات... ويغلب عليها الأداء أكثر من الموسيقى".

يكمل: "أهل الصعيد قبائل علاقتها باللغة وقوة الكلمة أساسية، فالصعيد يعتمد على الكلمة أكثر من أي شيء آخر، لكن إيقاعاته مختلفة عمّا نسمعه عند الإيقاع السيوي أو السويسي أو النوبي وفيها السلّم الموسيقي خماسي فيتغير شكل الموسيقى تماماً".

تتكون الفرقة إلى جانب حلبي وعطيتو من محمد هشام وعلي وهبة على الإيقاع، ومحمود مصطفى على الساكسفون، وعمرو عاطف على العود، ومنسق الفرقة هو إسلام منسي الذي يوضح لـ "العربي الجديد" أن الفرقة تأسست عام 2012، و"تتميز بالعودة إلى الفلكلور الصعيدي فتأخذ منه وتضيف لونها الخاص إليه".

نسأله عن معنى الصعيد الجواني، فيقول: "كل منطقة في مصر لها فلكلور مختلف، هناك المنطقة الشمالية موسيقاها أقرب إلى التركي تعتمد على الوتريات والآلات الشرقية، الإيقاع ليس أساسياً في هذه المنطقة".

يتابع منسي: "أما المنطقة الجنوبية فهي صعيد مصر، وحين نقول الجواني فهذا يعني أنها منطقة ذات جذور عميقة ولها لكنة خاصة وإيقاع تنفرد به ويعود وجودها إلى تاريخ قديم جداً، وهي منطقة متخصصة في الآلات الإيقاعية وبعض آلات النفخ، أما الجهات الأخرى فنجد الموسيقى البدوية والموسيقى السويسية وفيها آلات خاصة بها".