"غوغان في تاهيتي": الرسّام وأساطيره

"غوغان في تاهيتي": الرسّام وأساطيره

04 ديسمبر 2019
(من لوحة "أسلاف تيهامانا" لغوغان في رحلته إلى تاهيتي)
+ الخط -

لا تزال رحلة بول غوغان إلى جزيرة تاهيتي في جنوبي المحيط الهادئ تثير الكثير من التساؤلات التي يحاول الدارسون بحثها، سواء المتعلّقة بتصويره المكان بشكل لا يشبه حقيقته في الواقع إنما يشبع تهويمات الفنان الفرنسي (1848 – 1903) ورغباته بتخيّل جنّة يقطنها البدائيون؛ وافرة الجمال ومحتشدة بنساء صغيرات جميلات.

وحتى أسبابه التي أبداها وراء رحلته إلى تلك البلاد القصية كانت مختلقة، بحسب ما بيّنته مؤلّفات تناولت سيرته وأشارت إلى أنّ مشاكله الأسرية وديونه المتراكمة كانتا وراء ذهابه لإنجاز رسوم توضيحية لرواية كتبها الضابط لوتي بيير، وهناك قرّر أن يصوّر السكان الأصليين على أنهم يعيشون فقط للغناء والعلاقات الحميمة، لكن لوحاته لم يهتمّ بها أحد، ثم ألّف كتاباً عن رحلته لم يستهو القراء أيضاً، ليسقط أخيراً في وهم اخترعه ولم يستطع الخروج منه.

"غوغان في تاهيتي.. استكشاف أسطورة تاهيتي وواقعها لدى غوغان" عنوان الحلقة النقاشية التي ينظّمها "الغاليري الوطني" في لندن عند الحادية عشرة من صباح السبت المقبل، السابع من الشهر الجاري، بمشاركة باحثين وناقدين فنيين يتناولون الصراع الذي عاشه الفنان من أجل إدامة هذه الأسطورة في فنه، وكيف يشعر بها التاهيتيون اليوم.

ويناقش المشاركون حقائق تتعلق بماضي تاهيتي الاستعماري، وبالصورة التي أوجدها لها غوغان، حيث كان المستعمر الفرنسي يبحث عن أراضٍ جديدة تحتوي موارد مثل القطن والأخشاب وتوفّر الطعام بتكلفة زهيده لجنوده، بينما كان الفنان يبحث عن نهاية لأوروبا المترفة نهاية القرن التاسع عشر في مكان يوفّر له لذة جديدة.

من بين الأوراق المشاركة: "غوغان في المستعمرة تاهيتي: الحلم والواقع واللقاء" لأستاة تاريخ الفن في القرنين التاسع عشر والعشرين إليزابيث سي. تشايلدز، و"لوحات غوغان في تاهيتي: في السعي وراء وجود غرائبية ذات معنى" للمؤرخة الفنية بليندا تومسون، و"حكايات متوحشة: كتابات غوغان عن تاهيتي" للمحاضِرة في تاريخ الفن ليندا غودارد.

إلى جانب ورقة بعنوان "مواجهة بولينيزيا" للمتخصّص في الرحلات والتفاعل الحضاري عبر الفن نيكولاس توماس، و"التعويض: صور غوغان البديلة" للباحث والقيّم الفني كريستوفر ريوبيل.

المساهمون