"الصوفية في شمال القوقاز": منذ القرن الثامن عشر

"الصوفية في شمال القوقاز": منذ القرن الثامن عشر

04 ديسمبر 2019
مسجد ديربينت الداغستانية بُنى في القرن الثامن (سيرجي فاديشيف)
+ الخط -

في عام 651 ميلادي، بنى المسلمون أول مسجد في مدينة ديربينت بعد دخولهم شمال القوقاز في جنوب غربي روسيا على الحدود الفاصلة بين أوروبا وآسيا، والتي شهدت تمازجاً بين المؤثرات الإسلامية العربية والتركية والثقافات السلافية انعكس في تقاليد وعادات شعوبها.

شهدت المنطقة نزاعات عديدة بسب وقوعها بين ممالك وإمبراطوريات كبرى لم تستطع أيّ منها السيطرة عليها كاملةً لوقت طويل، وتبلور الصراع الأبرز بين الشعب الشركسي والإمبراطورية الروسية عام 1763 واستمر قرابة مئة عام، وانتهى بسيطرة موسكو المطلقة وطرد جزء من السكّان المسلمين إلى السلطنة العثمانية.

في تلك المرحلة، نما التصوف ولقيت حركاته قبولاً واسعاً لدى العشائر التي قاتلت الروس، وهو ما تتناوله ندوة بعنوان "تقاطع المسارات.. الروابط الصوفية عبر شمال القوقاز والأورال الروسي" تُنظَّم عند الخامسة من مساء الإثنين المقبل، التاسع من الشهر الجاري، في "مركز الشرق الحديث، لايبنتس" في برلين.

يشارك في الندوة، التي تقام كجزء من سلسلة المحاضرات "الدراسات المركزية الأوروآسيوية والعولمة: نقاش مستمر"، كلّ من شامل شيخاليف من "الأكاديمية الروسية للعلوم" في مدينة محج قلعة الداغستانية، وجيسكو شوملر من "جامعة بيرم الحكومية" الروسية.

يقف الباحثان عند انتشار الطريقة النقشبندية التي ظهرت أواخر القرن الثامن عشر في داغستان وبلاد الشيشان، والقادرية التي صعدت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في الشيشان أيضاً، ولكلّ منهما تقاطعاتها الاجتماعية والسياسية، كما شكّلت في تأسيسها غطاء لمنظّمات جهادية مقاتلة قبل أن تتغيّر تحالفاتها وتموضعها داخل المجتمع خلال نحو مئتي عام.

يعاين شيخاليف التراتبية المبنية في حركات التصوّف وارتقاء مريديها بعد تلقيهم شهادات الكفاءة من شيوخها، والطبقات الاجتماعية التي انتشرت فيها كلّ طريقة، وتطوّر خطابها وطريقة عملها في كلّ منطقة، بينما يذهب شوملر إلى رصد اللقاءات والصلات بين هذه الطرق في داخل البلاد وخارجها.

يهتمّ شيخاليف بالمخطوطات العربية الصوفية والتعليم الديني في شمال القوقاز، وتطبيق الشريعة الإسلامية والحركات الإصلاحية في المرحلة الانتقالية بين أواخر الحكم والشيوعي وإنشاء جمهوربة روسيا الاتحادية، ويركّز شوملر على دراسات التاريخ المقارن والبحث في تمثّلات الثقافة المادية في الإسلام، والمتعلقة بالطقوس والتعبيرات الاجتماعية والثقافية.

المساهمون