صالح علماني.. رحيل ساعي بريد الأدب المكتوب بالإسبانية

صالح علماني.. رحيل ساعي بريد الأدب المكتوب بالإسبانية

03 ديسمبر 2019
(صالح علماني، 1949 - 2019)
+ الخط -

رحَل صباح اليوم الثلاثاء المترجم الفلسطيني السوري صالح علماني (1949 – 2019) عن إرث جاوز مئة عمل أدبي نقلها عن الإسبانية خلال أكثر من أربعين عاماً، كان أولّها رواية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" للكاتب الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز عام 1979، وحقّقت حينها انتشاراً لصاحبها عربياً، ولمترجمها الذي نال حظه أيضاً من الانتشار والشهرة.

في إسبانيا التي عاد منها في السبعينيات دون أن يكمل دراسته، ودّع مترجم "بيدرو بارامو" لخوان رولفو ملايين القراء الذين اكتشفوا على يديه العديد من التجارب البارزة في أدب أميركا اللاتينية مثل ماريو برغاس يوسا، وإيزابيل الليندي وإدواردو غاليانو وميغيل أنخل أستورياس وغيرهم.

عمل علماني في وزارة الثقافة السورية حتى تقاعده في 2009، وخلال فترة عمله قدّم عشرات الترجمات التي تنوّعت مجالاتها بين الرواية بشكل أساسي، والشعر والمسرح والمذكرات، وبدرجة أقل النقد حيث نقل عدّة دراسات منها "رؤى إسبانية في الأدب العربي" (مؤلّف مشترك/ 1990)، و"نيرودا.. دراسة نقدية" لـ ألبيرتو كوستي (1982)، ومؤلّفات تاريخية كـ "أميركا اللاتينية، تاريخ الحضارات القديمة ما قبل الكولومبية" لـ لاوريت سيجورنه (2003)، و"إسبانيا، ثلاثة آلاف عام من التاريخ" (2004).

استحوذ ماركيز على اهتمامه منذ أن قرأ روايته "مئة عام من العزلة" وهو لا يزال على مقاعد الدراسة، لذلك خصّه بأكبر حصّة من اشتغاله، حيث ترجم له "قصة موت معلن" (1981)، و"الحب في زمن الكوليرا" (1986)، و"ساعة الشؤم" (1987)، و"الجنرال في متاهته" (1989)، و"قصص ضائعة" (1990)، و"اثنتا عشرة قصة مهاجرة" (1993)، و"عن الحب وشياطين أخرى" (1994)، و"القصة نفسها مختلفة" (1996)، و"حادثة اختطاف" (1997)، و"ذاكرة غانياتي الحزينات" (2004)، وغيرها.

كما لم يغفل علماني ترجمة عدد من ورشات السيناريو التي عُرف عن صاحب "خريف البطريرك" تقديمها، ومنها "كيف تحكى حكاية" (1998)، و"نزوة القص المباركة" (1999)، و"بائعة الأحلام" (2001)، إلى جانب مقالاته التي كتبها بعنوان "كوبا تحت الحصار"، ومذكراته التي تحمل عنوان "عشت لأروي".

بعد تقاعده، شارك الراحل في عدد من الندوات واللقاءات ليتحدّث عن تجربته الممتدة، كما نال تكريمات وجوائز مثل "وسام الثقافة والعلوم والفنون" من السلطة الفلسطينية عام 2014، و"جائزة جيرار دي كريمونا للترجمة" عام 2015، و"جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" عام 2016، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة.

المساهمون