"أيام المسرح الأمازيغي": خمسة عروض فقط

"أيام المسرح الأمازيغي": خمسة عروض فقط

20 ديسمبر 2019
مشهد من مسرحية "راجعين.. راجعين.."
+ الخط -
دون إشعار، غاب "المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي"، الذي تحتضنه مدينة باتنة شرق الجزائر، عن قائمة المهرجانات المسرحية الجزائرية لهذا العام، ومِن دون توضيح ما إذا كان هذا الغياب مرتبطاً بالوضع السياسي الذي عاشته البلاد في 2019، أم بقلّة موارده المالية.

لكن، من الواضح أنَّ المهرجان، وكغيره من المهرجانات الثقافية في الجزائر، عانى من تبعات سياسة "التقشُّف" التي اعتمدها وزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي، حيث ألقى ضعف الميزانية بظلاله على برنامج الدورة العاشرة العام الماضي، وطرح أسئلةً حول قدرة التظاهرة على الاستمرار.

وبينما يغيب المهرجان الذي تأسّس في 2009 كأول تظاهرةٍ خاصّة بالمسرح الأمازيغي، أطلق "المسرح الوطني" تظاهرةً جديدةً باسم "الأيام الوطنية للمسرح الأمازيغي"، انطلقت دورتها الأولى مساء أول أمسٍ الأربعاء في "المسرح الوطني محيي الدين باشطارزي" بالجزائر العاصمة، ويُنتظَر أن تتواصل حتى الإثنين المقبل.

يتضمّن برنامج التظاهرة خمسة عروضٍ ناطقةٍ باللغة الأمازيغية أُنتجت خلال العام الجاري، بمعدّل عرضٍ في اليوم (باستثناء اليوم الجمعة)، إضافةً إلى يومٍ دراسي يُقام بعد غدٍ الأحد بعنوان "المسرح الأمازيغي: حركية وتفاعُل"، بمشاركة مسرحيّين وباحثين من بينهم ليلى بن عائشة وعمر فطموش.

الأعمال المشاركة هي: "الطابق السابع " لـ ماسينيسا حديبي من "مسرح تيزي وزّو الجهوي"، و"الذكرى" لـ حمزة بوكير من "جمعية تاغرما إغيل ناصر" في بجاية، و"أخردوس" لـ ياسر نصر الدين من "مسرح بجاية الجهوي"، و"سي نني" لـ صادق يوسفي من "تعاونية مشاهو المسرحية" في تيزي وزّو، و"راجعين.. راجعين.. " لـ حميدة آيت الحاج من "المسرح الوطني الجزائري" في العاصمة.

تأتي التظاهرة الجديدة ضمن مجموعةٍ من الأيام الموضوعاتية التي يقول القائمون على "المسرح الوطني" إنها ستُقام على مدار السنة؛ مثل "أيام مسرح الجنوب" التي نُظّمت قبل أسابيع، و"أيام مسرح الطفل" التي يُنتظر تنظيمها بين 24 و31 كانون الأول/ ديسمبر الجاري تزامناً مع العطلة المدرسية الشتوية، إلى جانب أيامٍ لـ "الوان مان شو"، وأُخرى للمسرح الكوميدي.

وبحسب تصريحات صحافية لمدير المسرح الوطني، محمد يحياوي، فإنَّ المهرجان الذي يُقام قبل أيامٍ من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير المقبل، يهدف إلى الإسهام في "تكريس الأمازيغية لغةً وطنيةً ورسمية من خلال الفن"، وهو كلامٌ يبدو سياسياً أكثر منه ثقافياً؛ إذ يُغفل حقيقةَ قلّة الأعمال المسرحية الناطقة بالأمازيغية غالباً بسبب رفع وزارة الثقافة يدها عن دعم الإنتاج الثقافي والفنّي، الأمرُ الذي يعكسه اقتصار المشاركات على ثلاث محافظاتٍ، بينما يغيبُ عددٌ كبير من المحافظات الناطقة بالأمازيغية؛ ومن بينها باتنة التي يُقاوم مسرحيّوها من أجل استمرار "المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي".

المساهمون