"ملتقى المبدعات العربيات": دورة ثانية.. ثم ماذا؟

تلفت بعض المبادرات العربية بين الحين والآخر إلى المرأة الكاتبة، فتخصّص لها الملتقيات والمنتديات، دون أن يسفر عن هذه التظاهرات شيئاً ملموساً ومؤثراً. فلا يجري إطلاق كتاب مشترك مثلاً، أو تُطرح قراءة جديدة للعمل النسوي وعلاقته بالمرأة الكاتبة والمبدعة، أو كيف يمكن تشكيل كتلة رأي عام عربية من أصوات هؤلاء المبدعات في حقول مختلفة بهدف الضغط في ما يخصّ القوانين والحقوق والتشريعات المتعلّقة بالنساء.

ولا تقف النساء أنفسهن موقفاً نقدياً من جدوى هذه التظاهرات وطبيعة ما تقدّمه للمشهد الثقافي، إلى جانب ظهور المؤسسة الرسمية بثوب الراعي الحادب الذي يكرّم النساء على إبداعاتهن ويساويهن بالرجال، بينما ذراع أخرى من المؤسسة نفسها يعتقل الصحافيات والمحاميات والحقوقيات ويعذبهن في السجون، في حالة فصامية تسهم في تزييفها تظاهرات من هذا النوع.

لقد ساهمت مثل هذه الاحتفالات والتجمعات العبثية وبمشاركة النساء أنفسهن في تحويل صورة الكاتبة العربية إلى امرأة تكرّم في المحافل وتتلقى الجوائز وتلقي الكلمات، وقلّة هن من خرجن من هذه الأدوار النمطية رسمت لها مثل أي دور اجتماعي آخر.

رغم ذلك تستمر هذه التظاهرات التي لا بد أن يتخلّلها تكريمات واحتفاءات، وفي هذا السياق ينطلق "الملتقى الثاني للمبدعات العربيات" ما بين 4 و6 من الشهر الجاري في مسرح الهناجر في "دار الأوبرا" المصرية، بمشاركة كاتبات عربيات في حقول مختلفة من 11 بلد عربي.

يتضمّن الملتقى تكريم 14 مبدعة من الرائدات اللاتي أسهمن بدور مهم وملموس في الشأن العام على بلادهن من سورية، والعراق، والسودان، ولبنان، والسعودية، والبحرين، وفلسطين، والإمارات، والجزائر، والأردن، ومصر.

من بين المشاركات: إباء إسماعيل من سورية، وبثينة خضر من السودان، وبثينة الناصري من العراق، ودرية شرف الدين وسامية التمتامي وسلوى بكر وعواطف عبد الكريم وهبة حندوسة ويمنى طريف الخولي وماري لوي من مصر، وسلوى خليل الأمين من لبنان.

تشارك أيضاً سمر الحمود ودانا بخيت من السعودية، وسامية حسين فوزية رشيد من البحرين، وسعيدة خاطر من عُمان، ولطيفة يوسف وصفاء نصر الدين من فلسطين، وموزة غباش ونورا المطيري من الإمارات، ونعيمة بن يعقوب من الجزائر، وغيداء أبو رمان من الأردن، فاطمة يوسف العلي من الكويت.

مبادرة الملتقى تقام بتنظيم "المجلس الأعلى للثقافة"، وبمساهمة "ديوان أهل القلم" في بيروت، و"المجلس القومي للمرأة"، و"دار الكتب والوثائق القومية"، و"دار الأوبرا المصرية".