إيلي أزاجوري.. استعادة عميد المعماريين المغاربة

إيلي أزاجوري.. استعادة عميد المعماريين المغاربة

19 ديسمبر 2019
(المركز الاجتماعي في الرباط، تصميم إيلي إزاجوري)
+ الخط -

بعد عشرة أعوام على رحيله تقيم جمعية "ذاكرة المعماريين الحداثيين المغاربة" (MAMMA)، في الدار البيضاء ندوة حول تجربة المعماري المغربي إيلي أزاجوري (1918-2009)عند العاشرة من صباح الغد، الجمعة، تحت عنوان "أزاجوري: عميد المعماريين المغاربة" بمشاركة معماريين ومؤرخي عمارة.

ترك أزاجوري تجربة جاوزت الستّة عقود من الإنتاج المعماري الغني والمتنوع، فإلى جانب تصميماته من البيوت الفارهة للأفراد، صمّم المباني الإدارية من مدارس ومحاكم وبنوك ومواقع سياحية ساحلية وكذلك الإسكانات الاجتماعية التي كانت في مركز الخطط الحضرية في الخمسينيات.

كان الإسكان الاجتماعي ثابتاً في حياته المهنية، تمليه قيمه الاجتماعية القريبة من الاشتراكية، وإن كان المعماري الراحل قد عمِل بمفرده معظم الوقت ولكنه تعاون أيضاً طوال حياته المهنية مع العديد من زملائه أمثال الفرنسي المغربي جان فرانسوا زيفاكو، والفرنسي هنري تاستومان، والسويسري لوكوربوزييه، وآخرين.

تنتشر أعمال أزاجوري في جميع أنحاء المغرب كالدار البيضاء وطنجة، وكذلك أغادير حيث شارك بنشاط في إعادة إعمار المدينة بعد زلزال عام 1960. بالإضافة إلى فنه ومهنته ودوره كمعماري، كان معروفاً بحبه للسفر، فقد جاب القارات مستشكفاً ومتأملاً، وعرّض نفسه إلى التنوّع الثقافي والبصري مما أثرى أسلوبه المعماري وأثر على أجيال من تلاميذه.

ولدت آزاجوري في الدار البيضاء، وفيها رحل وكان يبلغ 91 عاماً، وكان أول مهندس معماري مغربي مؤهل، حيث التحق بـ "كلية الفنون الجميلة" في باريس من عام 1937 إلى 1946، كما عمٍل لمدة عامين في ستوكهولم مع المهندس الإنكليزي رالف إرسكين.

في عام 1949، عاد إلى الدار البيضاء حيث افتتح مكتبه الخاص الذي ظلّ يعمل فيه حتى عام 2007. يمكن رؤية التأثير السويدي في العديد من مباني إيلي آزاجوري: تعتبر مجموعة مدرسة Longchamp في الدار البيضاء (1954) مثالاً على ذلك، في حين أن منزله الشخصي (1962) هو بوضوح يميل إلى المدرسة الوحشية الجديدة.

وحين شهدت الخمسينيات من القرن الماضي انعكاساً كبيراً على التخطيط الحضري والإسكان الاجتماعي من خلال تطبيق النظرية الشهيرة "الإسكان لأكبر عدد"، كان أزاجوري أحد المهندسين الذين شاركوا ودعموا هذه الحركة. قام بتصميم وبناء حيّ الإسكان الشعبي في درب جديد (1957-1960).

بين عامي 1970 و 1980، قاد أيضاً تطوير منتجع Cabo Negro المطلٍ على البحر الأبيض المتوسط​​، وواصل البحث عن الهندسة المعمارية التي كانت مخلصة لأخلاقيات الحركة الحديثة وتتجاوب مع التقاليد والتراث المغربي.

المساهمون