مخلوف عامر: عن جيل التسعينيات وما بعدها

مخلوف عامر: عن جيل التسعينيات وما بعدها

07 نوفمبر 2019
(مقطع من عمل لـ محجوب بن بلة/ الجزائر)
+ الخط -

في السنوات القليلة الماضية، تأسّست العديد من دور النشر التي يملكها ناشرون شباب في الجزائر، وتُركّز على نشر أعمالٍ لكتّابٍ شباب أيضاً، ما أسهم في ظهور الكثير من الأسماء الجديدة التي تكتب في الرواية خصوصاً.

غير أنَّ هذا الكمّ الكبير من الإصدارات التي تشهدها الساحة الثقافية الجزائرية بات محلّاً لانتقادات كثيرة، وهي انتقاداتٌ تبدو مشروعةً؛ بالنظر إلى تغليب معظم دور النشر للجانب التجاري على الجانب الإبداعي، الأمر الذي انعكس على مستوى كثير ممّا يُنشَر اليوم.

يكفي أن نعلم، مثلاً، أنَّ واحدةً من دور النشر الجديدة تُشارك في "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، الذي تُقام فعاليات دورته الرابعة والعشرين حالياً في الجزائر العاصمة، بمئات العناوين التي صدرت هذا العام، وكلّها لكتّابٍ شباب يدفعون مقابل نشر أعمالهم، وقد برمجت الدار قرابة مئة وعشرين جلسة بيع بالتوقيع لكتّابها خلال أيّام التظاهرة، بمعدّل ثمانية وعشرين كاتباً في اليوم الواحد.

وبعيداً عن الانتقادات التي وجّهها كتّاب رأوا في ذلك إساءةً للكاتب والكتابة، واستغلالاً من الناشرين لشباب يرغبون في النشر والظهور، فإنَّ تلك "الحشود" من الكتّاب التي تُوقّع أعمالها في دار نشر واحدةٍ فقط تُعطي فكرةً مقرّبةً عن عدد الكتّاب الجدد في الجزائر.

لكن، هل ثمّة أعمالٌ جيّدة في خضمّ هذا العدد الكبير من إصدارات الكتّاب الجدد؟ بالنسبة إلى الكاتب والناقد الأدبي الجزائري، مخلوف عامر، الإجابة هي نعم؛ ففي ندوةٍ بعنوان "الرواية في مواجهة الواقع" شارك فيها على هامش "معرض الكتاب"، أوّل أمس الثلاثاء، اعتبر صاحب "الرواية الجزائرية في مطلع الألفية" أنَّ كتابات الجيل الجديد جيّدة في العموم، لكنها لا تلقى اهتماماً من النقّاد، مُضيفاً أنّ جيل التسعينيّات وما بعدها يكتب انطلاقاً من دوافع شخصية، ولم يتعلّم الكتابة الأدبية من المنظومة التربوية الرسمية.

وانطلاقاً من دراسته لقرابة ستّين نصّاً روائياً لواحد وخمسين كاتباً "غير مكرّس" بالمفهوم الإعلامي، يخلص عامر إلى أنّ كتابات الجيل الجديد لم تواكبها حركةٌ نقدية. أمّا السبب برأيه، فيتمثّل في كون "كثير من النقّاد يتّجهون إلى دراسة أعمال الأسماء المكرّسة، لسهولة هذه الدراسات، متجنّبين بذلك متعة الاستكشاف".

وإذا كانت الثورة الجزائرية قد شكّلت ثيمةً رئيسية في أعماله جيل السبعينيات الأدبي، فإنّ الجيل الجديد - حسب عامر - بات يتطرّق في كتاباته إلى قضايا فلسفية ووجودية وفق أساليب فنية جديدة، تبتعد عن الأنماط التقليدية، معتبراً أنّ الابتعاد عن موضوع الثورة له أسباب عديدة؛ من بينها أنَّ هذا الجيل لم يعش الثورة وعاش "العشرية السوداء" في التسعينيات، والتي باتت تُشكّل بالنسبة إليه بؤرةً تفصله عمّا قبلها، كما أنّ "الكتابة عن الثورة ارتبطت بالخطاب السياسي الرسمي الذي لم يعُد مقنعاً للكتّاب الجدد".

المساهمون