"طنجة للفنون المشهدية": في زحمة المهرجانات

رغم تنظيم مهرجانات مسرحية في معظم المدن المغربية طوال العام، بحيث تغطي تلك المدعومة رسمياً أو التي تطلقها أو تساهم في تنظيمها مؤسسات أهلية، إلا أن مكانة المسرح المغربي عربياً وعالمياً تظلّ موضع تساؤل، بالنظر إلى تشتت الجهود وعدم توفّر الدعم الكافي لإنتاج كل هذه العروض.

وإذا كانت تنمية الأطراف المهمّشة هو الهدف الأساسي أمام توزيع فعاليات الفن الرابع، فإن تقديم نتاجات نوعية يمثّل غاية يصعب الوصول إليها، في ظلّ ترشيح عشرات العروض كلّ عام للمشاركة فيها، والتي لا تخرج معظهما عن حضورها في الجهة أو الإقليم التي تنتمي إليه.

تساؤلات عديدة تُطرح مع انطلاق الدورة الخامسة عشرة من "مهرجان طنجة للفنون المشهدية" مساء الخميس المقبل، والتي تتواصل لأربعة أيام بتنظيم من "المركز الدولي لدراسات الفرجة"، وتفتتح في يوم ختام "المهرجان الوطني للمسرح" في مدينة تطوان المجاورة (60 كلم عن طنجة).

كما أن كلا المدينتين تتقاسمان أيضاً المؤتمر الذي يتزامن مع "مهرجان طنجة"، ويتناول موضوع "المسرح وفن الأداء: الممر الفاصل/ الواصل"، وقد تمّ اختياره "بناء على ما عرفته الممارسة المسرحية في العقود الأخيرة من تغييرات عميقة على مستوى بنيات إنتاجها، جراء تفاعل المسرحيين مع الفنون الأخرى المجاورة مثل 'فن الأداء' والأداءات الفنية المجاورة المتسمة بخاصية التفاعل مع الجمهور"، بحسب بيان المنظّمين.

يتضمن المؤتمر عدّة محاور، منها: "المنعطف الأدائي بين المسرح وفن الأداء: رقص على حد السيف"، و"أين تتجلى جماليات الفرجة الأدائية المعاصرة؟"، و"الرقص كآلية سردية: جدلية الجسد الناطق والنص المتحرك"، و"الحكي الجريح: مسرحة الفاجعة وجدل الممثل/ المؤدي"، و"عودة فنون الحكي العربي في الممارسة المسرحية المعاصرة"، و"النزعة الرابسودية في الممارسة المسرحية المعاصرة: رقص بين الدرامي والملحمي".

كما تُطلَق عدد من الإصدارات الحديثة مثل "قراءة في المشهد المسرحي المغربي" و"أرسطو أو مصاص دماء المسرح الغربي" لـ محمد سيف، و"تشوبا تشوب" لـ محسن زروال، و"أدائية الحلقة وتقنيات أداء الحلايقي" لـ رشيد امحجور، و"العنف والفوضى المنظّمة.. في مسرح شكسبير" لـ فاضل سوداني.

وتكرّم الدورة الحالية الأكاديمي والباحث في المسرح والانثروبولوجيا والنقد الحديث عبد الواحد ابن ياسر، الذي صدرت له مؤلّفات متخصصة من بينها: "حياة التراجيديا، في فلسفة الجنس التراجيدي وشعريته"، و"المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث"، و"عشق المسرح، دراسات نقدية".