"فاس للثقافة الصوفية": تذكُّر الششتري

"فاس للثقافة الصوفية": تذكُّر الششتري

22 أكتوبر 2019
(من الافتتاح)
+ الخط -

تحت شعار "الثقافةُ الصوفية إنسانيةٌ روحية لزمننا"، تتواصل في مدينة فاس، شمالَي وسط المغرب، فعاليات الدورة الثانية عشرة من "مهرجان فاس للثقافة الصوفية"، حتى السادس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

افتُتحت التظاهرة يوم السبت الماضي في "حديقة جنان السبيل"، بعرضٍ موسيقي يستعيد الشاعر والمتصوّف الأندلسي أبو الحسن الششتري (610 - 668 هـ)، الذي يعتبره الباحثون أوّلَ من استعمل الزجل في المعاني الصوفية، على غرار ابن عربي الذي كان أوّلَ من استعمل الموشّحات فيها.

استند العرض، الذي حمل عنوان "الششتري أمير الشعر الغنائي"، إلى نصوص للشاعر الأندلسي أدّاها باللغتين العربية والإسبانية ثلاثة فنّانين هم المغربي مروان حجي، والفرنسية فرانسواز أطلان والإسباني كورو بينيانا اللذان يُعدّان من أبرز منشدي الفلامنكو.

وعلى وقع موسيقى روحية أدّتها "فرقة الششتري" بقيادة مصطفى العمري، جسّد العرض، الذي استمرّ قرابة ساعتَين، رحلةً إلى أندلس القرن الثالث عشر ميلادي، بوصفها أرضاً للتصوّف والتسامح والعيش المشترك.

تركّز الدورة الجديدة على استعادة أعلام التصوُّف الإسلامي، وتشهد مشاركة قرابة ثلاثين باحثاً وفنّاناًوشاعراً من المغرب وإيران وتركيا ومصر وفرنسا وبلدان أُخرى؛ من بينهم: فاطمة الزهراء القرطبي، وفرزانة جورابشي، وفرحات أوغوز كورك، وأمل عيوش، وخالد رومو، وليلي أنفار، وغالب بن الشيخ من فرنسا، إلى جانب عدد من فرق السماع الصوفي المغربية.

يتضمّن برنامج المهرجان، أيضاً، عرضاً للمغنّي المغربي الفرنسي عز الدين بعنوان "منابع" والذي يستعيد فيه، بتوزيع موسيقي جديد، عدداً من أشهر أغاني الطرق الصوفية في فاس، وعرضاً آخر لـ "فرقة ابن عربي" التي تُعد من أقدم الفرق الموسيقية التي تقدّم أعمالاً في الإنشاد الصوفي؛ حيث تأسّست في مدينة طنجة عام 1988.

وإلى جانب العروض الموسيقية، تنظّم التظاهرةُ عدداً من الموائد المستديرة؛ من بينها واحدةٌ بعنوان "من أجل إنسانية روحية لوقتنا الحاضر"، وثانية بعنوان "الثقافة الصوفية كنمط فني للحياة"، وثالثة حول "التحديات الاجتماعية والروحية أمام الذكار الاصطناعي"، ومعرضاً للفنان التشكيلي والمنشد المصري سامي علي، الذي يحضر أيضاً في أمسية إنشادية.

ويهدف المهرجان، بحسب منظّميه، إلى "تمكين الجمهور من اكتشاف وإعادة اكتشاف ثقافة من صميم إرث المغاربة، من خلال برنامج منوّع فنياً وفكرياً وروحياً، ومساءلة دور الصوفية في عالم اليوم، والتعريف بالثراء الفني الذي ألهمته الصوفية من خلال الرسم والحروفيات والغناء والموسيقى والسينما".

دلالات

المساهمون