"التفكير مع فالتر بنيامين": أثر في الحاضر

"التفكير مع فالتر بنيامين": أثر في الحاضر

14 أكتوبر 2019
فالتر بنيامين
+ الخط -

غطّت سيرة حياة الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين (1892 - 1940) على مؤلفاته، وذلك لسببين؛ أولها نهايته المأساوية حيث انتحر على الحدود الفرنسية الإسبانية بعد يأسه من الهروب من بطش النازيين، وثانيها أنه ترك مدوّنة غير مرتّبة فلم تكن له مؤلفات بالمعنى المعروف، وإنما كتابات متفرّقة لكنها على غاية من الأهمية ضمن التيار النقدي الذي عرفه الفكر الألماني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وخاض في مسائل متشابكة مثل الفن والترجمة والحداثة والسياسة والتقنية والتاريخ.

رغم هذه الوضعية، كان لبنيامين أثر كبير في الفكر لاحقاً، حيث استندت إليه أعمالُ مفكّرين أساسيين في العقود الأخيرة من حنة أرنت إلى سلافوي جيجيك، كما يمتدّ الاهتمام به من الباحثين اليوم ضمن تخصّصات في حصول معرفية حديثة نسبياً مثل الدراسات الثقافية وعلم الترجمة ودراسات التلقي.

عن هذه التأثيرات في الفكر العالمي الراهن، تقام اليوم أمسية فكرية في "إيكول نورمال" في باريس بعنوان "التفكير مع فالتر بنيامين: المصادر، التطبيقات، والكتابة" وتنظمه جمعية "فالتر بنيامين اليوم" وهي مبادرة تجمع عدداً من الباحثين الذين تخصّصوا في فكر بنيامين ضمن اشتغالاتهم في الفلسفة أساساً ولكنها تضمّ أيضاً باحثين من مجالات أخرى غير بعيدة كتاريخ الفن والعلوم السياسية وغيرها.

بحسب بيان الفعالية، فإن الموضوع الذي سوف ينطلق منه النقاش هو: كيف نفهم من خلال بنيامين عملية التفكير؟ وهو سؤال أساسي لدى المفكّرين الألمان من جيله حيث كثيراً ما يعودون إلى التساؤل عن نظرتهم إلى تقاليد ومنهجيات فعل التفكير نفسه قبل ممارسته كفعل.

أيضاً يجري تناول بنيامين كمترجم، لكن ليس من خلال محاولاته في الترجمة عن الفرنسية، بل من خلال تفكيره في مسألة الترجمة، وهي ثيمة تقود إلى فضاء نقاش آخر يتعلّق ببنيامين كقارئ، أولاً ضمن ثقافته الأم، وثانياً في إطار الثقافة الفرنسية.

المساهمون