"تصوير الذاكرة".. محاولة في تمثيل الذات

"تصوير الذاكرة".. محاولة في تمثيل الذات

13 أكتوبر 2019
رفيق أناضول/ تركيا
+ الخط -

برز علم التحليل النفسي في أواخر القرن التاسع عشر؛ وجاء ذلك بالتزامن مع نشوء تساؤلات حول كيفية التواصل بين الخواطر والأفكار والحالات العاطفية لدى الإنسان، واهتم هذا الحقل العلمي بالتدقيق في ما هو خفي في خبايا النفس والذي يتسرب من اللاوعي إلى وعينا.

من ناحية أخرى، غيَّر وسيط الفوتوغرافيا من طبيعة التمثيل البصري، وطوّر الطريقة التي ننظر بها إلى ذواتنا ونفهمها؛ والأبعد من ذلك هو أن عملية صناعة الصور قد تعتبر بمثابة مدخل نطل من خلاله على الذاكرة الشخصية، كما نستطيع أيضًا من خلال تلك العملية مواجهة الذات وعلاجها، والتعامل مع مشاعر الحزن والحِداد، وغيرها.

في هذا الإطار، تبني الباحثة ميراي المجريسي، أسلوبًا يسمح بخلق حوار بين مجالات إبداعية مختلفة بهدف دراسة الذاتية ومفهومها، وتلقي حوله سلسلة من المحاضرات في "معهد القاهرة للعلوم والفنون الليبرالية" تنطلق أولاها عند السادسة من مساء الأربعاء، 16 من الشهر الجاري.

من خلال هذا المنهج، تشتبك المجريسي مع الذاتية كمفهوم على مستوييه السطحي والعميق، وتواجه الأفكار النمطية المتعلقة بهذا المفهوم؛ وذلك عن طريق التمعن في وسيط الصورة وكيفية صناعتها.

ومن خلال مواجهة السرديات النمطية تحاول الباحثة زعزعة طريقة التفكير التي تدعي بأن مفهوم الذات هو مفهوم راسخ ثابت، كما تحاول أيضًا أن نتخطى حدود الصورة التقليدية لتتطرّق إلى وسائط ومجالات إبداعية مختلفة.

تستكشف المحاضرات أيضًا الصورة وعلاقتها بمفاهيم تتصل بكيفية تمثيل الذات، وديناميكيات العلاقات الشخصية، وعوامل الزمن والخيال والمكان، والحالات الوجدانية.

تأتي المحاضرات تباعاً تحت العناوين التالية: الذاكرة والصور الذهنية، والتفكير في الصورة، وصنع الصور والذاتية، والفشل في التسجيل: ما هي الذاكرة؟، وجماليات "القلق"، وبين الحداد والحزن، والتصوير الفوتوغرافي، والخسارة والتعويض، والذاكرة والأرشيف والأرشيف المضاد، والأجساد والتأثيرات.

المساهمون