رحيل لوران غاسبار.. شاعر أقام في الترحال

رحيل لوران غاسبار.. شاعر أقام في الترحال

12 أكتوبر 2019
لوران غاسبار، تصوير: لوي مونييه، 1998 (Getty)
+ الخط -

رحل أمس، الشاعر الفرنسي من أصل هنغاري لوران غاسبار (1925-2019) في باريس، تاركاً خلفه أكثر من 15 كتاباً بين شعر ونثر، من بينها كتابه "قصة فلسطين" (1968)، و"فلسطين، السنة صفر" (1970)، فقد عاش غاسبار في شبابه في فلسطين بين القدس وبيت لحم، حيث عمل طبيباً هناك.

الراحل الذي يشيّع في مقبرة "بير لا شيز"، صباح الأربعاء المقبل، 16 من الشهر الجاري، نشأ في منزل يتحدث الهنغارية والرومانية والألمانية، كما تعلم الفرنسية أيضاً في سن مبكرة. كان مفتوناً بشعر رامبو ونسبية أينشتاين، وكبر ليصبح طبيباً وشاعراً.

بعد احتلال المجر من قبل الألمان، تم ترحيل غاسبار الشاب إلى معسكر في جنوب ألمانيا، قبل أن يتمكن من الفرار إلى فرنسا في مارس عام 1945، حيث بقي فيها ودرس الطب في باريس، قبل أن يسافر للعمل طبيباً جرّاحاً بين القدس وبيت لحم وأريحا عام 1957.

اقترب غاسبار من الفلسطينيين، وتنقل في بلدان عربية مختلفة كالأردن وتونس، وأصبحت الصحراء التي ترحّل فيها وتنقل لاستكشفاها عنصراً أساسياً في عمله الشعري أو مؤثراً وملهماً لا يمكن تجاهله.

من عام 1970 حتى تقاعده، عمل في مستشفى في تونس. نُشرت أول مجموعة شعرية له في عام 1966 تحت عنوان "الحالة الرابعة للمادة" ثم "ودائع باريس" وغيرها من المجموعات التي غلبت فيها روح الترحال والتنقل واستكشاف الإنسان في حالات وثقافات مختلفة، وإضافة إلى قصائده، كتب أيضًا مذكرات سفر حول الشرق وشرق البحر المتوسط ​​مع صور التقطها بنفسه.

قام الراحل بترجمة الشعر من لغات مختلفة، بما في ذلك راينر ماريا ريلكه، ويانوس بيلينسكي، ود. هـ. لورنس، وجورج سيفريس، ويعد أحد أهم شعراء فرنسا المعاصرين. حاز على جائزة مدينة باريس للشعر، والجائزة الوطنية للشعر في فرنسا.

غاسبار هو أيضاً والد المسرحي فرانسوا أبو سالم (1951-2011)، الذي نشأ وعاش في فلسطين المحتلة وعمل في مسرحها، وكان أحد أكثر المؤيدين للقضية الفلسطينية.

في لقاء معه وصف غاسبار نفسه بأنه واحد "من هؤلاء الملايين من الناس الذين حرمتهم الحروب الكبيرة والصغيرة من منازلهم - وما زالت تفعل. عندما يبدأ المرء بالابتعاد عن أماكن طفولته، نقول لأنفسنا إنه بعد أن نجونا من هذه الوحشية الأولى، مثل هذا الاقتلاع الجذري، لن تكون هناك مفاجآت أخرى على الطريق. نحول أنفسنا إلى أرواح رحالة".

دلالات

المساهمون