"عمارة الأديرة في مصر": جولة في وادي النطرون

"عمارة الأديرة في مصر": جولة في وادي النطرون

08 يناير 2019
(دير الأنبا مقار في وادي النطرون)
+ الخط -

"عمارة الأديرة في مصر" عنوان المحاضرة التي يلقيها عند السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء في "بيت المعمار المصري" في القاهرة، أستاذ التاريخ والحضارة المصرية القديمة إيفان إدوارد بولس الذي يتحدّث خلالها عن أهمّ عناصر العمارة القبطية في أديرة وادي النطرون جنوبي مدينة دمنهور نموذجاً.

موضوع المحاضرة ضمن انشغالات بولس منذ سنوات، وفي هذا الإطار طالما أكّد على أن حياة الرهبة التي بدأت في القرن الأول بعد الميلاد، قامت على الزهد والتقشف ما دفع الرهبان إلى الخروج نحو الجبال والصحراء ليعيشوا في أماكن معزولة يمارسون فيها العبادة، مع الاختلاف حول تاريخ إنشاء أول دير مصري حيث تتعدّد الروايات حول وجوده في الإسكندرية أو أسيوط أو جنوب سيناء أو محافظة البحيرة.

لا تزال سيرة بطاركة الكنيسة المصرية وسيرة رهبان الرعيل الأول وكتاباتهم، وفق بولس في محاضرة سابقة له، تشكّل أبرز المصادر التاريخية التي يمكن الاعتماد عليها في معرفة حركة البناء والتعمير في الكنيسة القبطية، إضافة إلى الكتب التي كتبها الرحالة ورصدت حركة الإنشاء ووثقتها.

ويوضح أن حركة إنشاء الأديرة الكنائس في مصر بدأت بشكل علني بعد أن كانت سرية منذ اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية في بداية القرن الرابع بعد الميلاد، وتلفت المراجع التاريخية إلى أن مئات دور العبادة المسيحية قدّ دمّرت قبل ذلك، إضافة إلى ما خرّبه الفرس أثناء غزوهم لمصر.

كما يلفت بولس إلى هناك أربعة أديرة في منطقة وادي النطرون، هي دير الأنبا بيشوي، ودير الأنبا مقار، ودير البراموس، ودير العذراء – السريان، وهي تتقارب في نمط عمارتها مع اختلافات في ترتيب عناصرها حيث أحيطت جميعها على سور يصل ارتفاعه بين عشرة واثني عشر متراً يربط بين برجين كبيرين للمراقبة، جرى بناؤه في القرن التاسع الميلادي لأغراض الحماية، حيث زوّد بفتحات للسهام واستخدم في بنائه الطوب والطين مغطى بطلفة من الجص.

يضمّ الدير حصناً شيّد بأربعة أضلاع مكوّناً من طابق أو اثنين أو ثلاثة، ويتم الدخول إليه عبر جسر خشبي متحرك، إضافة إلى الكنيسة التي تعدّ العنصر المعماري الأساسي وبنيت بأحجام مختلفة تحيطها بأجزاء منها "القلاية" (أي المغارة المحفورة في الجبل) التي أنشئت بأشكال متنوّعة حيث احتوى بعضها على حجرتين أو تكون أقرب إلى قبو نصف دائري، أو تنفتح مجموعة قلالي على بعضها بعضاً.

يضمّ الدير أيضاً حجرة المائدة وهي صالة واسعة مستطيلة الشكل مقسّمة إلى ثلاث أقسام مغطاة بقباب نصف كروية أو قباب مندمجة، والمكتبة التي تحتوي عادة مخطوطات قديمة بلغات مختلفة، إلى جانب قصر الضيافة، والبئر، والمعاصر والمطاحن، والطافوس (أي مدفن الرهبان).

المساهمون