"أنا نسمع إنت تشوف": تراث منسي لكنه حيّ

"أنا نسمع إنت تشوف": تراث منسي لكنه حيّ

04 يناير 2019
(من العرض)
+ الخط -

ينطلق، اليوم،  العرض الأدائي التونسي  "أنا نسمع إنت تشوف" على خشبة مسرح "قاعة الفن الرابع" في تونس العاصمة، حيث يجمع العمل بين المسرح والرقص المعاصر.

العرض من إخراج حمدي الدريدي، الذي وضع أيضاً موسيقى العمل ومؤثّراته الصوتية، كما يقف على الخشبة للمشاركة في الأداء مع حسام بوعكروشة وفاتح خياري، فيما أنجز التصميم الضوئي كارلوس مولينا.

اشتغل الدريدي، وفقاً لبيان العرض، على "رؤية داخلية لتراث مجهول؛ منسي ولكنه حيّ" حيث يعيد تركيب واقع العمّال بأدوات كوريغرافية، من خلال إضاءة على العلاقات العميقة بين التعب الجسدي والإرهاق النفسي".

الموضوع كثيراً ما تناولته أدبيات عمّالية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ثم لفّها النسيان شيئاً فشيئاً، وكانت هذه المقاربات في الغالب أدبية وفكرية، ونادراً ما التفتت الفنون لتسجيدها.

يحضر في العرض، إلى جانب أجساد العمّال، الأدوات الباردة للعمل داخل فضاء يبدو العنصر المهيمن فيه هو الفراغ، والذي هو خصم لهم، تماماً مثل الآلات العملاقة والميكانيكا التي لا تتعب.

ضمن التقديم أيضاً نقرأ: "هل نرقص حين نشتغل أم نشتغل حين نرقص؟"، كما يصعد العمل إلى مستوى آخر حين يحاول إضاءة العلاقة بين العمل والفن أيضاً.

مفردات عرض الدريدي هي حركات مستخرجة من عالم العمّال، وما يخفيه الإيقاع الرتيب لحياتهم، والذي يتحوّل على الخشبة إلى إيقاع سريع يكشف ما يعيشونه من قصف لأعمارهم، وقد استعمل الدريدي لهذا الغرض الكثير من المؤثّرات الصوتية التي تنقل للمشاهد هذا الوضع المأوساوي.

يُذكر أن العمل إنتاجٌ مشترك بين "المسرح الوطني" في تونس، و"باليه مرسيليا" و"موسم مونبلييه للرقص" في فرنسا.

المساهمون