"روح روحي": مسرح كارلوتا كليرتشي على الخشبة العربية

"روح روحي": مسرح كارلوتا كليرتشي على الخشبة العربية

25 يناير 2019
(باتريسيا نمور في عرض سابق)
+ الخط -

لم تلتفت الترجمات العربية للمسرح العالمي كثيراً إلى كتّاب الأجيال التي وُلدت بعد النصف الأول من القرن العشرين، وربما تكونمسرحية "روح روحي" بادرة للوقوف عند تجربة الكاتبة المسرحية الإيطالية كارولتا كليرتشي (1965).

المسرحية مأخوذة عن نص كليرتشي "ما يبقى من الحب" الذي كتبته عام 2016، وقد نقلته إلى العربية الممثلة الرئيسية في "روح روحي" باتريسيا نمور كما أعدّته بنفسها للمسرح، وهي التي سبق لها أن شاركت في عّدة أدوار مسرحية لافتة في السنوات الأخيرة منها "كلكن سوى" و"جماعة بلا تأديب"، و"شخطة شخطتين" التي عالجت فيها مسائل نسوية شديدة الحساسية، وهي مسرحية أخرى اقتبستها نمور عن نص لكليرتشي "الليلة من أيام خصوبتي".

تنطلق عروض العمل عند السابعة والنصف من مساء الخميس 31 من الشهر الجاري وتتواصل حتى 17 من الشهر المقبل على خشبة "مسرح مونو" في بيروت، وهو من إخراج بوب مكرزل ويشارك نمور التمثيل إيلي متري.

يطرح النص عدّة أسئلة حول الحب كعلاقة تربط الرجل بالمرأة، فماذا يحدث حين تنتهي هذه العلاقة؟ وماذا يحلّ بالذكريات؟ وكيف تختفي الحلقات المشتركة بين اثنين؟ وما مصير كل تلك المشاعر التي حملها الواحد إلى الآخر؟ إنه محاولة لرصد نهاية الحب وما بعد نهايته، وما الذي يحدث بالضبط.

بالنسبة إلى تجربة المؤلفة الأصلية للنص، فإن كليرتشي تُعدّ مؤسسة فرقة "المسرح الحي" في ميلانو إلى جانب ثلاثة مسرحيين آخرين، وقد أصدرت أول مسرحية لها عام 2001 بعنوان "المهمة"، أتبعتها بـ "الرحلة رقم 2" (2003)، ثم "النهر الكبير" (2007)، وكتبت "إنها ليست نهاية العالم" عام 2010، أما أحدث إصدارتها فهو أول رواية لها تحت عنوان "مديح الألم" (2017).

عن الكتابة المسرحية، ترى كليرتشي أنها عندما تخلق شخصياتها في البداية فإنها تبنيها من شخصيات حقيقية وعناصر واقعية، لكن سرعان ما تأخذ الشخصيات استقلاليتها وتبدو كما لو أنها أفلتت من يد المؤلف أو هربت منه في بضعة أمور، مبينة أن هذه الأمور المنفلتة من واقع المؤلف إلى واقع الشخصية هي الأهم في بنائها، إذ تبدأ بنية جيدة بالتكوُّن لم يخطط لها المؤلف وهي أكثر إثارة للاهتمام.

المساهمون