"لم يمت أحد في هذا المنزل": الجنون والفضاء العام

دينا ميمي في "لم يمت أحد في هذا المنزل".. عن الجنون والمدينة

19 يناير 2019
جانب من المعرض
+ الخط -

تحت عنوان "لم يمت أحد في هذا المنزل بعد"، ينطلق معرض الفنانة الفلسطينية دينا ميمي التركيبي عند السادسة من مساء غدٍ الأحد، في مركز خليل السكاكيني في رام الله ويتواصل حتى العشرين من شباط/ فبراير المقبل.

وفقاً لبيان المعرض، فإنه يبحث في مفهوم الجسد في الفضاء العام، وتكرار التاريخ من خلال شخوص يحملون الأسماء ذاتها ويلقون نفس المصير، كما أنه يتطرق إلى علاقة الفضاء العام بالجنون.

يربط العمل التركيبي شخصيات مختلفة معظمها عرف بالجنون في شوارع مناطق فلسطينية، حيث تؤلف الفنانة رسائل متخيلة بينها، إضافة إلى تقديمها محاضرة أدائية مرتين خلال المعرض.

تأخذ الفنانة شخصية عودة مطير من مخيم قلنديا (المعروف أيضاُ باللقبين أبو ناهد وحمورابي)، وهو رجل يظهر في عدة تسجيلات يوتيوب، وقد بدأ في الظهور هكذا في حالة جنونية بعد استشهاد ابنه ناهد، والذي سمّي ابن عمه ايضاً على اسمه "ناهد" واستشهد أيضاً.

تدرس الفنانة كيف ولماذا لقب مطير بحمورابي، وكيف أن موت شخصيتين بنفس الطريقة، جعلهما في المخيال أقرب إلى شخص واحد لأنهما أيضاً يحملان الاسم نفسه؛ ناهد.

يتناول العمل أيضاً شخصية يوسف السوداني الذي كان يلقب بـ"تيربو رام الله" ويحرك جسده بطريقة دائرية في شوارعها وفي ميدانها (توفي عام 2016)، وثمة تصوير للحظة وفاته أيضاً على يوتيوب وهو يمشي متخبطاً وقد عرف لاحقاً أنه كان مصاباً بسكتة قلبية أودت بحياته.

تذهب ميمي إلى أن ثمة علاقة وطيدة بين الجنون والرغبة في البقاء في الفضاء العام، متسائلة إن كان هذا الفضاء يستهلك الجنون أم أن الجنون يبتلعه.

ترى الفنانة أن "الميدان وسط المدينة هو نقطة انطلاق، والمساحة العامة هي مسرح لهذا النوع من الأداء الذي يستلزم حدوثه جمهوراً من المتفرجين والمتلقين والمشاركين بهذه اللحظة الجمعية من الجنون. لحظة النظر إلى الواقع من مستوى الأرض؛ الأرض تعني هنا الأعمال اليومية التي تجبر البعض على القيام بالانتحار والاستشهاد والاحتجاج الجسدي، وفي أكثر الحالات تطرفاً، حرق الذات. وفي تلك اللحظة الجماعية لا مفر لأحد، فقط دوامة من العمل والمسؤولية".

كانت ميمي قد قدمت العام الماضي معرضاً بعنوان "من أجل التحدث مع الميت"، واشتغلت فيه على سيطرة الاستعمار الفرنسي على جماجم الضحايا الجزائريين الذين قتلوا خلال معركة الزعاطشة عام 1849. حيث غادر الجيش الفرنسي الجزائر متجهًا إلى باريس وأخذ هذه الجماجم مثل كوؤس انتصار، وظلت معروضة في متحف التاريخ الطبيعي في باريس لعقود تحت عنوان "تطوّر البشر والمجتمعات الإنسانية".

يذكر أن ميمي فنانة فلسطينية تعيش في القدس وتعمل من خلال وسائط متعددة كالفيديو والصورة والمحاضرة والأداء والنص، وقد بدأت في السنوات الأخيرة بالاهتمام بموضوعة الموت والبقايا البشرية في المجال العام، وموضوع الانتحار والاستشهاد والاحتجاج الجسدي والتضحية بالنفس في فلسطين.

المساهمون