سيرة طه حسين على الخشبة من جديد

سيرة طه حسين على الخشبة من جديد

17 يناير 2019
(من مسرحية "الأيام" لـ شادي سرور)
+ الخط -
حظيت سيرة الكاتب والناقد المصري طه حسين (1889 – 1973) التي ضمّنها في كتابه "الأيام"، بتحويلها إلى عمل مسرحي جرى تقدمه في أكثر نسخة تعكس رؤية مخرجها، ربما تجذبهم محطّات في حياته شهدت انعطافات عديدة مثل انتقاله من الريف إلى المدينة، وتمرّده على الأزهر حيث درس، وسجالاته ومعاركه الفكرية والأكاديمية.

في عام 2014، عُرض العمل من إعداد محمد محروس وإخراج شادي سرور، كما تمّ تقديمه في عام 2012 من إعداد وجدي راشد وإخراج صلاح الحاج، إلى جانب العديد من العروض التي أُنتجت من خلال أعمال مشتركة بين وزارة الثقافة والمسرح المدرسي، حيث يجري تدريس صاحب "في "مستقبل الثقافة في مصر" ضمن مناهج المرحلة الثانوية منذ سنوات عدّة.

في نسخة جديدة من "الأيام"، يقدّم "فريق الاستوديو" عرضه الأول عند الرابعة من عصر بعد غدٍ الجمعة على خشبة "مسرح الهوسابير" في القاهرة، ويعيد العرض عند السادسة والنصف من مساء اليوم نفسه ولثلاثة أيام متتالية، من إعداد محمود رأفت وإخراج وليد محمد القاسم.

تركّز معظم المعالجات المسرحية لـ "الأيام" على تحدي طه حسين لظروفه الاجتماعية والاقتصادية وفقدان بصره، وقدرته على تجاوزها ونيل مكانة مرمموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية، لكنها تبتعد عن الخوض في أفكاره التي عدّها البعض مخالفة للقيم السائدة.

في الأجزاء الثلاثة التي تتكوّن منها السيرة، ينزع صاحب "في الشعر الجاهلي" إلى تقديرات موضوعية وتميل إلى التواضع في تناول نجاحاته التي حقّقها، كما يمتلك الشجاعة في الاعتراف بالأخطاء ومراجعة كثير من مواقفه، وتحمّل مصائب الحباة.

يلتزم العرض بالخط الدرامي في السيرة ولا يخرج عن أحداثها وتسلسلها، مع سعي إلى إسقاط بعض الإشارات والمعطيات على اللحظة الراهنة، خاصة في ما يتعلّق بدعوات طه حسين للتحرّر من الجهل والتخلف وبناء المجتمع وفق قيم الحداثة والعصر.

يُذكر أن "الاستديو" تأسّس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كفريق متخصّص في تقديم الورشات التدريبية في كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل المسرحي والتصوير الفوتوغرافي، وتشكّل مسرحية "الأيام" أولى عروض الفريق.

دلالات

المساهمون