محسن حميد.. الخروج إلى الغرب ومنه

محسن حميد.. الخروج إلى الغرب ومنه

20 سبتمبر 2018
سيرج أتوكوي/ غانا
+ الخط -

"جميلة وفظة" هكذا يمكن وصف "الخروج من الغرب" (دار هاميش هاميلتون) رواية الكاتب الباكستاني محسن حميد التي ناقشها "نادي الهجرة والشتات" في لندن أمس، وهي سرد لطفرة الهجرة واللجوء الأخيرة من زاوية نظر رجل وامرأة في حالة حب.

عنوان الرواية يمكن أن يترجم بأكثر من طريقة "مخرج الغرب" أو "الخروج من الغرب" وفي الحالتين فإن الترجمة ليست خطاً فالرواية تتخدث عن ناديا وسعيد، يقع أحدهما في حب الآخر في مدينة على شفا الحرب الأهلية، لا يحدد الكاتب هوية المدينة لكننا نشعر أنها تشير أي مدينة في الشرق من خلال وصف الملابس والشخصيات والمجتمع.

والترجمتان صالحتان لأن سؤال الرواية هو بعد الخروج إلى الغرب، هل يظلّ الغرب كما هو واقعياً وفي تصوّراتنا؟ لذلك يبدو الأمر كأن الخروج إلى الغرب، خروج منه في لحظة ما، حيث تتضح حقيقة المكان الملجأ، وتبدأ علاقة أخرى لا تقل تعقيداً عن الأولى. ما يجعلنا نطرح على أنفسنا سؤالاً آخر العمل، إن كان الفرار من الحرب إلى اللجوء يوفر الأمان الحقيقي للجميع أم أنه يضع اللاجئ في مخاوف وتهديدات من نوع جديد.

هذه هي الرواية الرابعة لحميد، فقد صدر له سابقاً "الأصولي المتردد" و"كيف تصبح ثرياً قذراً في آسيا الصاعدة" و"دخان العثة"، وله كتاب مقالات في الفن والسياسة بعنوان "السخط وحضاراته"، لكنها المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى الفنتازيا، فحين تقع الحرب في المدينة يتناقل الناس خبر أبواب سوداء سحرية تنقل الناس إلى أوروبا، فيبدأ سعيد وناديا بالبحث عنها للخروج إلى الغرب.

لا يصف الكاتب العالم القديم للشخصيات بالجحيم ولا يقدّمه كفردوس، إنه يقدم الأفراد ورغبة الفرار تأكلهم بحثاً عن موقع أفضل للاستقرار والحرية واحترام الفردية، بعيداً عن تربصات الحرب وعيون المجتمع. يصف المدينة القديمة والعالم الجديد أنهما مثل السماء يمكن أن تكون مرصعة بالنجوم أو مليئة بالطائرات التي تحمل القنابل.

المساهمون