"الكتابة الهيروغليفية": افتتان يُجدّد نفسه

"الكتابة الهيروغليفية": افتتان يُجدّد نفسه

02 سبتمبر 2018
(من رسومات تابوت توت عنخ آمون في "متحف اللوفر")
+ الخط -

يضمّ متحف اللوفر في باريس إحدى أهمّ مجموعات الآثار الفرعونية. وبغضّ النظر عن السجالات القائمة حول أحقية امتلاك هذه الآثار المصرية من عدمها، وهي سجالات قلّما تأخذ منحى رسمياً، فإن هذه المجموعة تُعدّ من عوامل جاذبية المتحف الفرنسي. وليس نادراً أن تُقام حولها تظاهرات عديدة، ومنها "جولة - محاضرة حول الكتابة الهيروغليفية" تقدّمها المتخصّصة في علم المصريّات، مارلين سيلييه، صباح اليوم.

تتمثل هذه الفعالية في تقديم محاضرة عامة حول الكتابة الهيروغليفية وتنويعاتها، قبل أن تبدأ سيلييه في جولة بين الردهات المخصّصة للآثار الفرعونية في المتحف، وقراءة نصوصها، مبيّنةً تطوّرات هذه الكتابة ومختلف استعمالاتها.

تقول سيلييه، في حديث إلى "العربي الجديد"، "ستكون محاضرتي مفتوحة، أي أنها تتوجّه إلى جمهور غير متخصّص، أهدف إلى أن يصبح بعد المحاضرة قادراً على فك شفرة بعض العلامات في الآثار المعروضة في المتحف".

هذه الجولة - المحاضرة ليست في معزل عن مجموعة فعاليات منتظمة تُقام في فرنسا حول الآثار المصرية. وفي هذا السياق، جرى مؤخّراً تنظيم جولة في باريس أضاء خلالها مؤرّخون على أثر الحضارة الفرعونية في معمار "عاصمة الأنوار". وفي 2019، سيجري استقبال معرض حول كنوز ضريح توت عنخ آمون.

وإذا كان من المعروف أن الفرنسيّين افتتنوا بالآثار المصرية منذ الحملة الفرنسية، فإن هذا الافتتان بقي نخبوياً إلى حد كبير، قبل أن تساهم وسائل الإعلام الجماهيرية في نقله إلى شرائح أوسع، كما دعمت ذلك الروايات والأفلام، والكتب التاريخية المبسّطة، بل والكتب المدرسية أيضاً. لكن صورة هذا الجمهور الفرنسي المهتم بالمصريات تبقى ضبابية إلى حدّ كبير، فهل لا تزال الحضارة الفرعونية تحتفظ لدى الفرنسيّين بنفس المكانة؟

عن ذلك تجيب سيلييه: "أعتقد أنه لا يزال يوجد اهتمام كبير بالمصريّات لدى شرائح موسّعة، وهذا يمكن ملاحظته بيُسر من خلال الإقبال على الفضاء المخصّص للآثار الفرعونية في اللوفر مثلاً". تضيف "أعتقد أن المصريّات جزء من الثقافة العامّة الشعبية، وهذا لا يحدث مع حضارات أخرى. يمكن فقط أن نلاحظ المساحة التي تأخذها الحضارة المصرية القديمة في المشهد الإعلامي، سواء في القنوات المتخصّصة في التاريخ أو في المجلات أو في غيرها، حتى إن شخصيات مثل نفرتيتي وأخناتون هي أسماء متداولة في أبسط مستوى ثقافي".

تشير الباحثة الفرنسية إلى نقطة أخرى في علاقة الفرنسيّين بالمصريّات: "إضافة إلى مخابر البحث والهياكل المتخصّصة في علم المصريات والمتوفّرة في العديد من الجامعات الفرنسية، نجد الكثير من الجمعيات التي تتأسّس حول علم المصريّات، وتجمع بين متخصّصين وهواة".

وعن واقع البحث في علم المصريّات اليوم، تقول سيلييه: "أعتقد أن هذا المجال، على الأقل في فرنسا، لا يزال نشيطاً، سواءً على مستوى النشر العلمي أو على صعيد الحفريات في مصر والسودان". هذه الصورة التي ترسمها سيلييه، ربما تحتاج إلى صورة موازية: ماذا عن واقع علم المصريّات في العالم العربي، وفي مصر نفسها؟

المساهمون