أيمن حسن وشفيق غربال: الثورة بين تناقضاتها ونصوصها

أيمن حسن وشفيق غربال: الثورة بين تناقضاتها ونصوصها

03 سبتمبر 2018
(شفيق غربال وأيمن حسن في الندوة)
+ الخط -

أخذت الثورة (2011) في تونس موقعاً على الخريطة الفكرية والإبداعية، حيث تحوّلت إلى موضوع أثير يُكتب عنه ويجري تأمّله من زوايا عدة، ربما بسبب المتغيّرات التي فرضتها من المشهد السياسي إلى تفاصيل الحياة اليوم، ولكن للوقع الذي تركته في نفوس الكتّاب أنفسهم.

بتنظيم من "جمعية إن آرت" و"حلقة ابن رشد"، أقيم الجمعة الماضي لقاء حول هذا الأثر في " دار سيدي عبد الله" بمدينة الحمامات، بمشاركة كل من الشاعر أيمن حسن في ورقة بعنوان عن "الكتابة زمن الثورة"، وأستاذ علم النفس الاجتماعي شفيق غربال في محاضرة بعنوان "تناقضات ما بعد ثورة 2011".

ينطلق غربال من اعتبار الثورة إطاراً لإعادة ترتيب المجتمع، بما يتضمّنه ذلك من افتراض أن يكون هذا التغيير نحو الأفضل، وفي حال لم يتحقق ذلك سرعان ما تنقلب الآية لنجد أنفسنا في حالة تراجع وانكفاء، وهو ما يدعو المحاضر للتساؤل: أين يمكن أن نصنّف ثورة تونس؟ مشيراً إلى وجود تناقض بين هذه الوضعية وتلك.

يقدّم غربال لاحقاً قراءة في بعض عناصر المشهد التونسي من زاوية علم النفس الاجتماعي، إذ يلاحظ مثلاً عودة قوية للديني، صَحبه صعود العنف، وبالتالي الشعور بعدم الأمان. ومن جانب آخر يشير إلى أن النخب نفسها أبانت عن أعراض مرضية، ضارباً مثال التنظيمات اليسارية التي من المفترض أن تحمل آمال الشعب التقدمية، لكن مشهدها أشبه بانفجار أنتج مجموعات صغيرة محكومة بـ"إيغو" القادة تعمل على تكريس الفردي على حساب الجماعي، وهذا أيضاً أنتج حالة من صعوبة التطوّر.

في كلمته التي كانت أقرب إلى شهادة ذاتية-أدبية، يعتبر أيمن حسن أن "الكتابة في زمن الثورة تعني الكتابة بشكل مختلف"، حيث يشير إلى شعوره باختلاف بين كتاباته قبل الثورة والتي تمتد من 1999 إلى 2011، وما بعدها حين يقول "في الليلة الفاصلة بين 13 و14 كانون الثاني/ يناير 2011 حدث أمر ما، وهذا الأمر وجدت أثره في ما أكتب". يشير حسن إلى أن الثورة تخلق حالة من التفاعل، فيذكر مثلاً أنه بات يلتقط في ما يقرأ إشارات تدفعه للكتابة في اتجاهات عدة بين الفكري والشعري والأيديولوجي.

يذكر حسن هنا بأنه حين عاد إلى تونس في 2008 - بعد سنوات أقام فيها في فرنسا - لم يكن يتوقع إزاحة بن علي بالوسائل الشعبية. مرة أخرى يعود إلى ليلة مغادرة الديكتاتور، موصّفاً إياها بـ"السحرية"، ويشير: "يكفي أنه وقع إنهاء الرقابة على الإنترنت"، ثم يسرد حالته وهو يمضي ليلته في تصفح موقع يوتيوب الذي كان مغلقاً.

يقول: "أعتقد أن ذلك هو بداية الثورة، حتى لو أنك تتفرج في كليبيات روك أو تسمع قصيدة لمحمود درويش. كنت أشعر بثلاث سنوات من التأخر وكأنني سألحقها في ليلة واحدة". تحدّث حسن بعد ذلك عن تلاحق الأحداث، فالثورة كانت أيضاً لحظة لمعاينة العنف وصولاً إلى ما يسميه بـ"عودة القتلة" (عنوان أحد مؤلفاته)، ليختم مداخلته بقراءة نص من تلك الفترة بعنوان "اسمي تونس".

دلالات

المساهمون