"الشعر الملحون".. في دائرة البحث العلمي

"الشعر الملحون".. في دائرة البحث العلمي

18 سبتمبر 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -

لا تزال تداعيات خطّة التقشف التي طالت معظم الفعاليات الثقافية في الجزائر في الأعوام الثلاثة الماضية تتوالى إلى اليوم، حيث يضطر منظّموها إلى تقليص عدد المشاركين؛ ومنها "المهرجان الوطني للشعر الملحون – سيدي لخضر بن خلوف"، الذي تنطلق فعاليات دورته السادسة غداً الأربعاء في مدينة مستغانم (غربي العاصمة الجزائرية) وتستمرّ حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري.

التظاهرة التي حافظت على موعد انطلاقتها منذ تأسيسها، تأخّرت هذا العام حوالي شهر كامل. لكن، وفي الوقت نفسه باتت تتطلّع إلى إبرز حضور نوعي على حساب الكم؛ من خلال التحوّل من تظاهرة روحية إلى ملتقى علمي يفتح المجال أمام البحث العلمي والأكاديمي.

يشير محافظ المهرجان، عبد القادر بن دعماش، في حديثه إلى وسائل الإعلام إلى أن "العمل الثقافي والميداني لا يحتاج إلى إمكانات مادية بقدر حاجته إلى الإرادة والقوة الفكرية والمعرفية التي تساهم في نفض الغبار على الأدب الشعبي، باعتباره خزاناً كبيراً للعلم والمعرفة والتاريخ.

يتضمّن البرنامج ملتقى وطنياً تحت شعار "من الذاكرة إلى المذاكرة" بمشاركة أكاديميّين وباحثين متخصّصين، سيتناول محاور عدّة منها الملحون الجزائري والملحون المغربي، والشعر الشعبي بين النقد والتصحيح والتوجيه، والملحون وقراءته بأبعاد النص، والملحون وإلياذة هوميروس، والجفريات والوقتيات.

يختتم الملتقى، الذي يُنظَّم في "المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مولاي بلحميسي"، بعدد من التوصيات التي تهدف إلى إخراج التراث الوطني غير المادي من الطابع الشفهي أو المسموع إلى الشكل المكتوب والمطبوع بطريقة علمية ودقيقة.

كما يصدر خلال الدورة الحالية كتاب بتأليف جماعي يتضمّن أعمال "الملتقى الوطني للشعر الملحون"، الذي انعقد العام الماضي تحت شعار "الشعر الملحون: شعر حي".

وتكرّم الدورة الجديدة الشيخ الجيلالي بن صبان (1906 - 2005) "نظير مساهماته في الحفاظ على التراث الوطني والهوية والشخصية الجزائرية"، بحسب المنظّمين، كما يُعرض فيلم وثائقي حول سيرة حياته وأعماله الفنية ضمن الطابع البدوي الوهراني.

وتُقام ثلاث حفلات تتضمّن الطابع البدوي والشعبي والحوزي للملحون، يشارك فيها كلّ من الشيخ لحسن دريسي، ومحمد العدوي، وعبد القادر شاعو، ولونيسي محمد ياسين، وبراهيم حجاج، والشيخ شيقر، وبن ذهيبة الطوهاري، وأحمد الغليزاني.

المساهمون