خيري منصور.. رحيل "صبيّ الأسرار"

خيري منصور.. رحيل "صبيّ الأسرار"

18 سبتمبر 2018
(1945 - 2018)
+ الخط -

لا يمكن اختصار تجربة خيري منصور، الذي رحل في عمّان اليوم الثلاثاء، في الشعر إذ إن صاحب "صبي الأسرار" ترك مدوّنة كتابية متنوّعة وثرية تنقّل فيها بين الشعر والنقد والتنظير والدراسات الفكرية والسيرة الذاتية، وكان أيضاً كاتب مقالة يومية، وهو شكل آخر من التواصل الإبداعي مع القارئ الذي يجد في مقالاته كثافة لا تقلّ عن أعماله الأدبية.

وُلد منصور عام 1945 في قرية دير الغصون الواقعة قرب طولكرم، وعاش مرحلة شبابه الأولى في فلسطين المحتلة، قبل الانتقال إلى القاهرة لمواصلة التحصيل المعرفي، ثم امتدّت به الرحلة إلى الكويت فبغداد ليستقر أخيراً في عمّان منذ بداية التسعينيات.

كانت تجربته الحياتية الشخصية ومأساة الوطن الفلسطيني المحتل والأحلام القومية، مادة لشعره الذي انتظم في نشره ضمن مجموعات شعرية منذ نهاية السبعينيات، فكانت: "ظلال" (1978)، و"غزلان الدم" (1981)، و"لا مراثي للنائم الجميل" (1983)، و"التيه وخنجر يسرق البلاد" (1987)، و"الكتابة بالقدمين" (1992).

ربما تكون هذه المرحلة هي التي حدّدت تلقي الكاتب الفلسطيني الأردني، وربما رسّخ ذلك أن عدداً كبيراً من أعماله غير الشعرية تمحورت حول الشعر أيضاً مثل "أبواب ومرايا: مقالات في حداثة الشعر"، و"في حداثة الشعر، تجارب في القراءة" وهي أعمال أظهر فيها قدرات على قراءة المشهد بمنأى عنه كونه جزءاً منه، ويمكننا أن نضع ضمن هذه الفئة من المؤلفات، ببعض من التجاوز، كتاب "الكف والمخرز" وهو دراسة في الأدب الفلسطيني بعد عام 1967 في الضفة والقطاع، والذي تؤكد سنة صدوره (1980) أن منصور كان يحمل إلى جانب المشروع الشعري مشروعاً نقدياً من البداية.

وفي كتابه الفكري "الاستشراق والوعي السالب" (2002) يذهب منصور أبعد من تفكيك النصوص الأدبية والبحث في المضمر الفنّي إلى تحليل جوانب من الثقافة العربية، حيث يُظهر بالخصوص أن مسألة الاستشراق ليست فقط مسألة حضارية خارجية وإنما هي سجال داخل ثقافتنا أيضاً.

المساهمون