الجرأة على المراجعة

الجرأة على المراجعة

07 اغسطس 2018
هيلما آف كلينت/ السويد
+ الخط -

في السويد، على سبيل المثال لا الحصر، يُساهم مثقّفون من جهات مختلفة، أدباء وباحثون وصحافيّون، خلال العقدَين الأخيرَين في مراجعة ثقافية للغة واستخداماتها. مثلاً، جرت عمليات تنقيح أعمال أدبية؛ حيث استُبدلت مفرداتٌ يمكن أن يشتمّ منها القارئ رائحة العنصرية.

هذه العملية التي نجدها في النصوص توازيها عملية أكبر في الانتباه إلى الخطاب الذي تقدّمه وسائل الإعلام، بحيث يندر أن تثير عبارات أيةُ حساسية، من قبل النساء أو الأقليات أو الأجانب وغيرهم.

نحن مثلاً كعرب تثور ثائرتنا إذا سمعنا مفردةً تحطّ من قيمة العربي والمسلم في الغرب. وطبعاً نحن محقّون في امتعاضنا ورفضنا. لكن يحدث أن نعمّم تقييمنا على جميع السويديين، فنقول "كلهم هكذا". وقد برزت مثلاً مع موجة اللجوء في السنوات القليلة الماضية أشرطة صوّرها لاجئون تحفل بالاتهامات ضد الشعب السويدي.

ما يخفّف الأمر أن معظمها نُشر بلغة لا يفهمها السويديون الذين سيجدون أن ما يمتنعون عنه في خطابهم موجود في خطاب مجموعة من الوافدين. ما لا يعرفه السويديون أن روح التذمّر والاتهام تسكن منطقة الكلام بالعربية بشكل عام، وليست موجّهة ضدّهم تحديداً.

ربما، وكما يفعل السويديون مع لغتهم، علينا أن نفعل مع لغتنا بتنقيتها من مكوّنات مسمومة تضرّ بنا، سواء كنّا في أوطاننا أو خارجها.

دلالات

المساهمون