"فتات التراث": احتفالية بلا توثيق

"فتات التراث": احتفالية بلا توثيق

25 اغسطس 2018
(من صور المعرض)
+ الخط -

في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2014، استهدف تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة، وطالت شظاياه "متحف الفن الإسلامي"، أحد أكبر متاحف الآثار الإسلامية في العالم والذي يقع في مواجهته، وقد صدر حينها بيان عن وزارة الآثار المصرية يشير إلى أن الجرد جارٍ لتحديد عدد القطع التي تعرّضت التدمير.

لم يُكشف عن نتائج الجرد وكذلك عن خطة تأهيل للمكان تفصّل المقتنيات التي يُمكن ترميمها طيلة السنوات الأربع الماضية، ليُعلن فجأة عن افتتاح معرض "فتات التراث" في المتحف في الحادي عشر من الشهر الجاري والذي يتواصل حتى الحادي عشر من الشهر المقبل.

جرى استثمار التظاهرة باعتبارها نصراً على الإرهاب الذي يدّعي نظام السيسي محاربته منذ الانقلاب العسكري سنة 2013، حيث رُفع شعار "تراثنا لا يفنى ولا ينعدم حتى وان كان حفنة من تراب" في إشارة إلى تطوّر قدرات المرمّم المصري الذي استطاع المحافظة على التراث في وجه التخريب.

لم تصدر الجهة المنظّمة؛ "جمعية المتاحف لنا" و"مركز توثيق التراث الحضاري" كتيباً يوضّح عمليات الترميم والقطع التي تمّ إنقاذها والأخرى التي تعرّضت للتلف، بل تضاربت المعلومات حول ذلك فالبيانات الأولية لحظة التفجير أشارت إلى تدمير ما بين 20 و30% من محتويات المتحف، لكن المنظّمين عادوا للقول إنهم أنقذوا "170 قطعة من أصل مئتين".

عُرض في الافتتاح فيلم يتناول قطعتين مدمرتين فقط ترجعان إلى العصر المملوكي، وتم عرض القطعتين بطريقة الهولوغرام المُجسم.

واحتوى المعرض على ثلاثين صورة فوتوغرافية توثّق لحادثة التفجير، وبعض القطع التي تم ترميمها وأخرى لم تنته أعمال الترميم بها، من دون توضيح عدد كلّ منها ولماذا لم تُعرض المجموعتين كاملةً.

يُذكر أن المتحف أنشئ عام 1869 باسم "دار تجمع التحف الإسلامية" في عهد الخديوي توفيق حيث جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم، وصدر مرسوم عام 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، ثم نُقل إلى موقعه الحالي عام 1903، وأطلق عليه "المتحف الإسلامي" عام 1951، وهو يضمّ آثاراً تعود أقدمها إلى العهد الأموي وأكثر من 13 ألف مخطوط قديم.

دلالات

المساهمون