ماذا نتذكّر من نصوص بريديرو؟

ماذا نتذكّر من نصوص بريديرو؟

22 اغسطس 2018
(غيربراند بريديرو)
+ الخط -

في الثالث والعشرين من آب/ أغسطس عام 1618، رحل الكاتب الهولندي غيربراند بريديرو وهو في الثالثة والثلاثين من عمره تاركاً عدداً من الأعمال الشعرية الغنائية، إضافة إلى كتاباته المسرحية التي اعتُبرت حينها نصوصاً مؤسِّسة للمسرح الكلاسيكي في بلاده.

وُلد صاحب "أغنية من يفكّر" لأبٍ يعمل صانع أحذية ولديه كثير من الأبناء، وتوّجه باكراً لدراسة الرسم في استوديو الفنّان الفلمنكي فرانيسكو بادنز (1571 – 1618)، ثم التحق بـ "الأكاديمية الألمانية". ورغم إنجازه العديد من اللوحات، إلّا أنه قرّر أن يتوجّه إلى الكتابة لاحقاً.

اقتربت قصائد بريديرو من الغناء الشعبي الذي يتحدّث عن حياة البسطاء وواقعهم في مهنهم البسيطة. تناول غالباً قصص الحب في محاولة لتخليد العشّاق، مع حضور مسحة دينية فيها. ولذلك، لاقت انتشاراً واسعاً ووجدت الكثير من المردّدين.

لم يكن بعيداً عن هذه الأجواء في أعماله المسرحية التي حقّقت نجاحاً مماثلاً، من خلال جمعها بين السخرية المبالَغ فيها والواقعية المفرطة في تناول الأحداث. كما أنه ابتعد في نصوصه عن تكلّف أساليب بلاغية وبناءات وتراكيب معقّدة كانت سائدة في عصره.

من أبرز مسرحياته "مهزلة البقر" و"مهزلة الطّحان"، اللتين تضمّنتا حكايات درامية بسيطة مع تكثيف في استخدام اللغة الشعبية المفعمة بالقوّة والحماسة، وتصوير دقيق لطبيعة الحياة في هوامش العاصمة الهولندية آنذك، وتسليطها الضوء على شخصيّات تنتمي إلى مجتمع المهاجرين، وهي الثيمة التي يجري من خلالها استحضار أعماله اليوم.

ما الذي بقي من نصوص بريديرو بعد مرور أربعمئة سنة على رحيله؟ تساؤل أساسي يطرحه فضاء "SPUI 25" في أمستردام، في احتفالية بقيمها عند السابعة والنصف من مساء بعد غدٍ الخميس، مستعيداً شعاره "استمتع بالحياة، وتذكّر أنها قد تتحقّق".

يتضمّن برنامج الأمسية لقاءً حول كتاب "التقاليد الدرامية الهولندي: عرض دي هارتجاجر مثالاً"، وهو أحدث إصدارات الناقد رينيه فان ستبريان حول تجربة بريديرو، إلى جانب أوراق لباحثين ومسرحيّين؛ هم: مارك ريتمان، وجوك فان ليوين، وجول كرواسيت، وماريتا ماثيسن، وهانز كرويسيت، وهيرمان بليج، وعرض مسرحية تقدّمها مجموعة "دي كالي".

دلالات

المساهمون