"الجم لموسيقى العالم": هوية مختلطة

"الجم لموسيقى العالم": هوية مختلطة

21 اغسطس 2018
(الفنان السنغالي سارو في حفل سابق)
+ الخط -

في عام 2016، أعلنت"جمعية السياحة الثقافية والتراث والتنمية" في الجم تأسيس تظاهرة موسيقية بهدف "إبراز المعالم التاريخية في المدينة التونسية" التي تحتوي آثاراً فينيقية ورومانية وتسقطب سيّاحاً من مختلف أنحاء العالم.

رغم التأكيد على أن التظاهرة ليست بديلاً عن "مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية"، والذي نُظّمت دورته الثالثة والثلاثين قبل أيام، بل مكمّلة له، إلّا أن التساؤلات ظلّت حاضرة حول جدوى تنظيم مهرجان يستضيف عدداً محدوداً من الفرق والفنّانين من دون هويّة واضحة، مقارنة بنظيره المتخصّص في الموسيقى السيمفونية وموسيقى الحجرة والغوسبل.

النقطة الأبرز تتعلّق بشح الميزانية، إذ يشكو المنظّمون قلّة الدعم المقدّم من وزارة الثقافة، والذي تعتمد عليه معظم المهرجانات التونسية التي لم تستطع أن تؤمّن مصادر أخرى لتمويل، ما يؤدّي إلى تشابه في برامجها وعدم قدرتها على تحقيق رؤية مختلفة.

على خشبة المسرح الروماني في المدينة، انطلقت في الثالث عشر من الشهر الجاري فعاليات الدورة الثالثة من "مهرجان الجم لموسيقي العالم"، والتي تتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر نفسه، بحفل للفنان لطفي بوشناق و"فرقة جفرا للتراث الفلسطيني"، وقد خُصّصت مداخليه لصالح "الائتلاف الثقافي التونسي لدعم فلسطين"، و"جمعية أنصار فلسطين".

"بحور العشق" عنوان العرض الذي يُقدّمه الموسيقي التونسي خالد بن يحيي، ويشارك في أدائه الفنّان منير الطرودي والمنشد أحمد جلمام. يجمع العمل بين التأليف الموسيقي ومقطوعات من الإنشاد الصوفي، مستوحاة من التراث التونسي والمصري والمغربي والشامّي.

تُشارك أيضاً الفنّانة أمينة فاخت (1968) التي بدأت مشوارها في الثمانينيات وأدّت أغاني من ألحان سيّد مكاوي وعبد الحميد بنعلجية، وأصدرت عدّة ألبومات؛ منها: "انت مرادي"، و"إله الكون"، و"ما حصلتش"، و"لا مرّة"، و"سلطان حبك"، و"مستغربين".

أمّا الموسيقي السنغالي سارو فيواصل تقديم أغانيه التي تنتقد الواقع السياسي والاجتماعي في بلاده، عبر تناول مشاكل الناس في العمل والحياة اليومية. كما يدعو في بعضها إلى نهضة أفريقيا التي تعاني هيمنة الشركات الكبرى واحتكارها وتدخّل البلدان الأوروبية فيها.

يُخصَّص عرض إيطالي لاستعادة أعمال الفنّان الأمريكي مايكل جاكسون في ذكرى ميلاده الستين. كما تتضمّن الدورة عرضاً آخر للفنّان سفيان سفطة، بينما يُقدّم سامي اللجمي عرض "الزيارة". وسيكون الختام بعرض "دي جي دنغر" لإحدى الفرق المحلّية المتخصّصة في الموسيقى الإلكترونية.

المساهمون