"مهرجان السينما العربية": عن فلسطين وما حولها

"مهرجان السينما العربية": عن فلسطين وما حولها

17 اغسطس 2018
(من "طعم الإسمنت" لـ زياد كلثوم)
+ الخط -

في نهاية 2003، أُقيم في مدينة ساو باولو البرازيلية حفل تكريم للمفكّر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد الذي رحل في السنة نفسها، باعتباره رمزاً لأولئك الذي يُكافحون من أجل بناء عالم أكثر عدالةً ومساواة، لتتبلور حينها فكرة إنشاء "معهد الثقافة العربية"، كفضاءٍ يجمع المثقّفين والكتّاب وأساتذة الجامعات والناشطين العرب والبرازيليّين في المدينة.

الفكرة الأساسية وراء تأسيس المعهد تمثّلت في محاولة مواجهة الصورة السلبية التي تكوّنت حول العرب بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، ورفض الهيمنة الكولونيالية على العالم، وفي مقدّمتها الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وصاحب مقترح تأسيس المعهد هو الناشط البرزايلي فرانسيسكو ميراليا المعروف بتأييده لقضايا التحرّر.

ومنذ تأسيسه، يواظب المعهد على تقديم ندوات وأنشطة ثقافية وفنّية، ومنها "مهرجان السينما العربية"، الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة عشر في الثامن من آب/ أغسطس الجاري، وتتواصل حتى السابع والعشرين منه.

ليس مستغرباً أن تتقدّم قضايا الهجرة على المواضيع التي تطرحها الأفلام المشاركة في التظاهرة؛ إذ يسعى المنظّمون في هذه الدورة، كما في الدورات السابقة، إلى "تقديم تصوّر أوضح حول الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للبلدان العربية، إلى جانب تقديم أفلام برازيلية ومن أمريكا اللاتينية تتعلّق مضامينها بالثقافة العربية"، كما نقرأ في بيانٍ صدر عن إدارة المهرجان.

ضمن "بانوراما السينما الفلسطينية"، أحد الأقسام الثابتة في المهرجان، عُرض في الافتتاح فيلم "واجب" للكاتبة والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر التي سلّطت الضوء على واقع سكّان مدينة الناصرة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكيف يُطوّرون طرقاً لتسهيل حياتهم اليومية، من خلال قصّة تتتبّع إجراءات تنظيم حفل زفاف فتاة فلسطينية.

يتضمّن البرنامج ثلاثة وعشرين فيلماً تعقب بعضها لقاءات مع مخرجيها؛ حيث يُعرض فيلم "فلسطين البرازيلية" للمخرج البرازيلي من أصول فلسطينية، عمر باروس فيلهو، الذي يتناول حياة آلاف المهاجرين الفلسطينيّين في البرازيل، من خلال تساؤلات تتّصل بمفاهيم الانتماء والهوية والاندماج ومواقفهم من القضايا السياسية في أمكنتهم الجديدة عبر العالم.

أمّا المخرجان الأرجنتينيّان، فرناندو رومانازو وكريستيان بيروفانو، فيضيئان في فيلمهما "يا الله، يا الله" على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإرهابية وانتهاكاته المستمرّة لحقوق الشعب الفلسطيني، عبر قصّة سبعة شبّان فلسطينيّين يحلمون بأن يُصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين.

ومن أبرز الأعمال التي تقارب موضوع الهجرة، فيلما طعم الإسمنت" للسوري زياد كلثوم، والذي يرصد يوميات عمّال بناء سوريّين يعملون على تشييد أحد الأبراج في مدينة بيروت، و"حمّى" للمغربي هشام عيّوش، والذي يتناول حياة طفل مهاجر في فرنسا بعد دخول والدته إلى السجن.


المساهمون