رسالة إلى تونس

رسالة إلى تونس

15 اغسطس 2018
(مقطع من عمل للفنان الفلسطيني منذر جوابرة)
+ الخط -

المردومة، سنةً بعد الفاهم.

من الفاهمة إلى تونس..
تحية وطنيّة أعرف أنّها لم تعنك قبلاً، ولا في أفق غد قريب قد تعنيك. هل نأمل يوما أن ترينا؟
أن تعرفي أنّا وحدنا حطب مواقدك في القرّ وانفضاض اللّصوص عن مخازنك..؟ أنّا نواعير الهواء، والأجساد التي تُدير وتد الطّاحون حتى تُؤكّلي المارقين من أبنائك ونجوع..؟

أن تأتي ليوم واحد حتى هنا لتري كيف يصعّد الزّمن أزمنته لاهثة مكدودة إلى ذروة النّصب اليوميّ في هذه الأمكنة التي جُبلت على الوعورة ما انبسط منها وما تحدّب، ما أخصب وما أجدب.. ثمّ كيف، إذا هبط النّهار، دحرجها خلفه إلى الحضيض..؟

كلا.. أنت لا تعلمين
كما الحبل يسلخه الاحتكاك المستمرّ على الجرّارة ولا يتمزّق، يهوي خالي الوفاض إلى القاع، يطلع بدلو ملآن أو غير ملآن، ولا يني يئزّ جريحا على دائرة الحديد صعودا نزولا.. يخرج الصّباح المصاب بربْو مزمن من قعر اللّيل الجرِد، من تحت الأسقف المنخورة، من بين الأضلع الهشّة للمساكن المحدّبة تنبت متفرّقة على وجه الأرض المجعّد كأورام بنيّة كبيرة شائهة، لا يبدو حتى اليوم أنّك معنيّة بإجراء عمليّة تجميل لهذا الجزء من وجهك المقصيّ إلى ظلمة التّعامي.. لكنّك أرسلت من ينوب عنك في استبداله بمنزل آخر يتزوّج فيه الفاهم بعيدا عن أمّه بامرأة غريبة عنها، قال حمدة العمدة سابقا، وإمام الخمسة في المسجد الثاني بالمنطقة حاليّا، إنّ اسمها حوريّة فكبّر من بعده الكثير، وناحت أمّهات المقتولين، والمحروقين، والحارقين، والمسجونين، والمنتحرين، ومن ذهب ابن لها إلى حيث لا تعلم ولم يعد...

- الجنّة..؟
تدير أمّي رأسها هُزوا.. وتحدجه بنظرة ناصلة كسيخ أخرجته للتوّ من قلب فحمها الحامي فتبقر بالون النّفاق الذي يلبس وتزورّ عنه ناحيتي، تغمغم فلا يسمعها إلّاي..

- ما زال حمدة العمدة عمدة يبيع الرّيح للمراكب والشباب للحاكم وأسماء الصبايا لمن يشاء..
- وما زال ذيلا خفيف الحركة كالمروحة اليدويّة، محترفا، بيد أنّه غيّر بضاعته فصار يبيع الآخرة لليائسين ويجني في ذلك أمولا طائلة يعمّر بها في الدّنيا طويلا.. أهمس فلا يسمعني إلّاها..
الجنّة..!

أن يتكرّر كلّ هذا الشّقاء الأليف المحبّب لديها كلّ يوم، أن لا يختلّ، دون رضاها، نظام القسوة والشّظف وذلّ الحاجة الذي رتّبته لأجلنا بحكمة الأمومة، وشراسة امرأة ولدت بين الصّخور كذئبة وعاشت في رعايتنا وهَنا من بعده أسى فضنك فما لا يحتمل، فما لن تفصح عنه يوما لأحد.. أن يرنو الفاهم دوما إلى جنّة تحت قدميها مجزاة له دوما أحسن أو أساء.. أن يطلع الصّبح غدا وتكون أمّه من جديد..

أن يغادر الصّباح يوميّا مدار السّنة بئره الغائرة الفقيرة دؤوبا، مأزوما، ممتقعا، مخضوضا بسعال ثخين، ولا يخلف أملا بغد أفضل قد لا يكون قريبا البتّة، وإذ يرتمي بصدره الدّرِن تحت السّماء ليجدّد الهواء، تلفحه أدخنة "المردومة" (1) المشبعة بثنائيّ أكسيد الكربون تُغشي الفضاء المضبّب، وتضيّق على الأنفاس المتقطّعة النّفس.. لمَ أخذته بعيدا عنها يا تونس؟ لمَ أوقفت تدفّق الصباح في زمنها المغشوّ بسخام الفحم المتطاير..؟ لمْ تجد ما تفعله من بعده، فحزمت حزنها في صرّة البطن وذهبت في إثره أثرا بلا عين ولا كفّ تربّت على كتفها المتهدّم..

مثل هذا الصّباح لو تعلمين يا بلدي، كلّما قشّر صديد رئتيه ونفثه هنا أو هناك، شعرت أمّي براحة خفيّة تتمدّد في شُعيْباتها الرّئويّة المندّاة، وتترقرق بعدئذ على وجهها الجهم الدّخِن كقرمة حطب "مرعوبة" (2) (ههه... أمّي تعبس حنقا في وجه كلّ من تسوّل لها نفسها ذمّ هيأتها المزرية بلُمزة مستترة أو وقاحة تلبس ثوب المزاح الفظّ: الزينْ تَحْتْ الْجَراتيلْ.. ستقهرهنّ الغيرة يوم عرس الفاهم.. وبين نميمة مغرغرة في الحلق المحتقن، وسرد باطنيّ لمعايبهنّ وأسرارهنّ التي تعرف تغمغم بصوت مسموع في قصديّة شامتة: الجمل لا ينظر إلى حدبته) .. راحة تترقرق نمشَ فرح غامض خفيف يمض شاحبا لكن مرئيّا، هو الفرح اليوميّ نفسه الذي تخبّئه أحلاما بسيطة عن الحُسّد، والمعطّلين عن الأمل، والنّفاثات في العقد والأقاويل بين طيّات الجراح القديمة، ومبلغا يسيرا من المال تدسّه خفية عن أبي في البنك السّريّ المردوم تحت كيس الفحم الثاني من الصفّ الثالث على يمينك وأنت تدخلين "المعمّرة" (3) مردّدة وِرْدها المسائيّ: "عْلَى مُوتْ عْلَى حْيَاه"..

أشرف منزلنا الجديد على الانتهاء بسقف من حديد، وأركان من آجرّ مقوّى بالملاط وأرضيّة لا تزال بعد اسمنتيّة حرشة، غير أنّها ستبيع الفحم وتشتري الجليز، وتحدّث أنّ الفاهم سيُتمّ تأثيثه بقرض من "بنكه" ثمّ يتزوّج، وسريعا ما يصير لديها حفيد.. إن كان ولدا فهو خالد، وإن كانت بنتا فهي خولة فقد رأت في منامها أنّها تغرس شجرة خوخ في قلب التربة الحمراء الجافّة خلف المنزل الجديد وأنّ الشجرة الفتيّة تبرّجت بنوّار زهريّ كثير متلألئ لم تر له من قبل مثيلا.. بيد أنّ الرّؤية انقطعت بها قبل أن ترى الخوخ يتورّد ويطيب..

"أسعد الله ابني، أفرحني قبل منام عيني.."
تبسط كفّيها بالدّعاء له تلقاء قِبلة مرقد جدّها إمام الأولياء الصّالحين ببرّ تونس كلّها، تؤكّد، يرفع دعواتها إلى الله فتجاب حينا وكثيرا لا تُجاب، صحيح.. لكنّها لا تعترض.. تزوره بانتظام وتدعو بدأب.. لن تنكر.. ببركته ترسّم الفاهم في الجيش وهذا كلّ جنّتها في راهن الوقت على الأقلّ.. تدمع ضحكا من نفسها يسيّح سخام الفحم المترسّب على وجهها.. "العين لا يملأها غير الدّود والتّراب يا بنتي"، لذا تظلّ تدعو أن تصير جدّة لأحفاد كُثُر وتموت في آن كاملة البدن شهقة واحدة كالقُلّة إذ تسقط.. تسعل مختنقة حتى تحمرّ فتخضرّ فترزقّ كقماشة نيليّة معتكرة، تبحث ربِكة رجِفة في كلّ جيوبها عن قنّينة الدّواء ثم تخرجها من خِباء صدرها، تبخّ حلقها المنسدّ، وتبتهل: "بجاه سيدي صالح"..

أميّ.. !؟ اسمها مثل اسمك: تونس.. لكنّها تخافك، ولا تأمنك على أحد منّا، تقول إنّك دنيا أخرى ليست لنا، ولا قدرة لنا على العيش فيك.. وإنّ "سيدي صالح" أقرب دوما إلينا منك، من العمدة وممّن يحكمونه طابقا عن طابق، وأنّه أحنّ، أرأف، أعلم بحالنا منك، أوسع شفقة، أقرب.. فلا تتوجّه إليك عند الضرّ والفاقة والعلّة والضّيم، وضياع الحقّ.. شمعة، وحفنة بخور، وبضع مئات من الملّيمات صدقة تجزي عند مرقد جدّها إمام الأولياء الصالحين ببرّ تونس كلّها كلّ حاجاتها من الأمل، والثّقة في الغد..

تعصب جبينها بمنديل ثالث من الكتّان المورّد، تدسّ قدميها في جوربين صوفيّين وحذاء بلاستيكيّ أسود يرتفع حتى الرّكبتين، تلقي المعطف الرّمادي الرّثيث على كتفيها، وتخفّ نحو كنزها الصّغير. عمّ سويعات تُخمِد نار الجوف الحطبيّ فيؤول فحما كثيرا شهيّا مؤونة ورزقا. ستوفّر ما يكفي لتبليط الغرف قبل الصائفة، وقد يُنعم الله فتشتري عجلا كنيزا لعرس ابنها..و.. و.. لا تخافي تونس على جرّة العسل المعلقّة إلى جدار التمنّي أن تكسرها عصا الحلم الطّائشة.. أمّي لا تريح بمكان حين تعدّد أحلامها.. وسقف بيتها ألواح من الزّنك بالكاد يقدر على احتمال أنّاتها اللّيلية من أوجاع تصحو بشدّة كلّما أغمضت للسّبات..

بيد أنّ الغرباء الذين أرسلتهم إلينا أفسدوا نظام حياتها اليوميّ..
تشهق قاماتهم أبعد كلّما رفعت إلى أحدهم بصرا، أو لعلّها التي ما فتئت تضؤل فتوشك أن تصير خيط دخان أسود واهن يتلوّى.. تستحي أن تحطّ من قدر الفاهم فلا تمدّ إلى أحدهم كفّا حرشة، مسودّة، تقفّعت أصابعها من صرّ شتائيّ مزمن..

لو قُدّر لهم أن يبقوا حتى ترتفع الرّبكة، ويبين خيط الفهم الأسود من أزرقه فستخبرهم على سبيل الاعتذار أنّها منذ هنيهة فقط انتهت من جمع فحم "مردومة" الأمس.. المردومة..؟ (في شرح المفهوم ومراحله، سيسفر الضّحك الخجِل عن لثّة مزرقّة، بنيّة السّنّ، وتخبرهم في جملة اعتراضيّة بطول سنين، أنّ الفاهم شرى لها فرشاة أسنان باهظة ومعجونا كريه الطعّم يسبّب لها القيء، لكن..) ترسم برأسها دوائر متتالية على صفحة الهواء الرّاكد: لن تفهموا..

وتترك نفسها للأذرع المشفقة تطوّقها بأسيجة من شوك توجع جسمها الشّدِه المفجوع المرتعش جانب حيرتها المسفوعة، تحت وميض الهواتف الجوّالة تصوّر نعلها البلاستيكيّ بتؤدة، بدقّة، بحرفيّة متناهية، ومعطفها الرّثّ من طرف الهدب الأطول إلى الكتف المتهدّلة، إلى الأوشحة التي ترمّم صداع الرّأس، وكفّها التي تحرثها الخدوش السوداء الخشنة اعتنت بها الشاشات أكثر من وجهها المتورّد خجلا وربْوا وغضبا مختنقا..

- ما بهم؟ لست عريانة.. توشك الخزانة الجديدة تنشقّ لفرط الملابس الجديدة.. الفاهم شرى لي الخير والبركة.. أخبريهم يا ابنتي. لا أحبّ أن يفلت لساني منيّ فيغضب أخوك.. يحبّ تونس..؟ أعرف. ويحبّ بيّة أيضا.. أنا أمّه تونس التي أخرجته من عتمة السّكر وزناقي الانحراف، وبيّة أحيته، غيّرته، جعلت منه رجلا عاقلا يندم على كلّ سيّئاته السّابقة، ينقطع عن كلّ ما كان يتعاطى، ينصرف عن كلّ مجلس سوء كان يرتاد.. أين كنّا وأين أصبحنا.. قال: "لن أذهب بعيدا عنك يا تونس، هنا حيث أنت سأقيم دوما". ووعدني أنّه لن يفضّلها عليّ.. لو كان معنا لحدّثكم بنفسه عنّي، عن نفسه، عن بيّة..

أمكنتها الخاصّة صارت في حضورهم فوضى. كلّ شيء على حاله: روث الأتان، كومة الحطب، نشيش الشّاي الصباحيّ على الكانون الملتهب، بعر الشّياه غير المقيّدة، رائحة العجين المتخمّر، عطن السّماد العضويّ القاذع، متاعبها القارّة.. غير أنّ لا شيء في مكانه.. حتى هي لم تعد في المكان نفسه من نفسها والعالم، صارت تجلس على حدة من ذاتها، معزولة عن يومها المعتاد، فوق كرسيّ ليس لها، جنب غرباء يقتحمون أسرارها..

كذلك الصّبح، تونس، اضطرب اليوم.. توقّفت به بكرة الجرّارة عند منتصف الطلوع فتجمّد الوقت على حافّة البهت الجليديّ، فلا هو خرج تماما عن بئر الظلمة، ولا ارتمى في مسالكه اليومية ليمرّ كعادته مرور الضّنِك، إلى حيث مسقطه المعلوم عند حشايا الشّظف المتآكلة، وأسرّة الأسلاك المعدنيّة المهترئة، واخضرار الماء الرّاكد بقيعان الدّنان البلاستيكية، وأنين المعدمين..

- ما بهم..؟ آه فهمت..إنها انتخابات أخرى..
في حيرة وامتعاض بيّن، تقوّس شفتين ابيضّ عليهما العطش في صبيحة نديّة..
كانت رأت كثيرا يدسّون مبالغ ماليّة ومظاريف إلى يد أبي المرتعشة.. عجل كما اشتهت أن تشتري لعرس أخي يخور حذاء "المعمّرة"، أدخلوا إلى غرفة الجلوس غير المكتملة صندوقا كبيرا مغطّى بالعلم.. تحلّقوا حوله ولم يفتحوه، بعضهم يرتدي الزيّ العسكريّ.. "هؤلاء أصدقاء الفاهم أعرف والبقيّة..؟ لو كان الفاهم هنا..! ماذا في الصنّدوق يا الفاهمة؟".

تحرف شفتيها من جديد باتجاه قوس التعجّب المتقصّف وتترك الأسئلة تتدلّى من سقف الفهم المتعذّر.. تنظر من حولها تغلّها غرابة الأطوار والأشخاص والأحاديث، وينهشها القلق بشأن "المردومات" التي لم تطفئها بعد.. هو حتما يعرف كلّ شيء، وهي لن تسبّب له حرجا بتصرّف لا يليق أو كلام أحمق في غيابه..

حين كبّروا يرفعون الصنّدوق على الأكتاف وبدأوا ينسلون من مجالها الحيويّ شخصا فآخر.. سألت كم الساعة الآن؟ ثمّ أجابت نفسها "النْهارْ راحْ عْلِيَّ.."..

لم أعلم حينها أنّ كلّ ضرورات الوجود قد تفحّمت في عينها فكان لزاما أن تروح كما النهار الذي راح بالفاهم بعيدا..

أنت لم تريها يومها.. ولن تريها البتّة.. كانت قد غدت كومة مردومة، بناء هرميّا مجوّفا منغلقا على احتراقه الداخليّ، لا يبين منه سوى دخان النّهايات البطيئة المتفحمة..

تبعت الجنازة حتى توارى آخر ظهر.. كانت تقف على التلّة ذاهلة، شعرها المضمّخ بالمردومة (4) يتقاطر زيته مشبعا بالسّواد، واللّحاف الأخضر ينكمش في حضنها المنطوي على نفسها المغيّمة.

اللّحاف الأخضر الوسخ العبق بالكافور وعطر كلّ الأجساد التي التحفت به في سفرها الأخير، المبلل بالبركات والدّعوات وأدمع الشّموع المهراق على باب الشّفاعة من القبّة البيضاء الصغيرة لجدّها كان، كما لم يكن العلم القصير بنظرها، كافيا ليغطّي الصندوق ويفيض على الأرض..

لماذا أرسلتهم يا تونس؟ لم نكن لنعجز عن تدبير مأساتنا لو أهملتنا للنسيان كعادتك.. لو تركتنا بمفردنا نقارع الأمكنة المتحجّرة وأزمنتها الكلسيّة.. اهتمامك بنا حينها كان أقسى، أمرّ.. حبّك الفجئيّ غير المبرّر للفاهم أنهى حياة أمّي فجأة وكما أرادت.. سقطت سقوط القلّة فانتهت حياتها دفعة واحدة وبلا آلام..
لماذا..؟

ملاحظة: سلاما عليكم أيّها المارّون بصفحتي على الفيسبوك، بعد نشري هذه الرسالة هاهنا بلغني أنّ أحد وزراء الحكومة ممّن يديرون سياستها من وراء السّتار وحين رفعه، آلمه فحوى الرسالة ممّا حدا به، على حدّ قوله، إلى حسم أمره أخيرا بالترشّح للرئاسة فقط لأجل أن يجعل من منطقة المردومة أولويّة قصوى في برنامجه الانتخابيّ القادم.. وفي رواية أخرى قال المثل التونسي "لقاها تبكي قالها اسكتي توا ناخذك..".
مع 

تحيّات صديقتكم الفاهمة أخت الشهيد ابنة أم الشهيد رحمها الله


1 - المردومة: طريقة تقليدية في إنتاج الفحم وتتمّ ببناء قرم الحطب على شكل هرميّ تُرتّب فيه القطع من الأكبر إلى الأصغر بدءا من الأسفل ثمّ تُسدّ الثغرات الخارجيّة بالتراب المبلل المقوّى بالقشّ المندّى لمنع تأثّر النّار التي يتمّ إيقادها في جوف الهرم بالهواء الخارجيّ وضمان اشتعالها البطيء مدّة 24 ساعة تقريبا.

2 - قرمة حطب مرعوبة: لم يكتمل احتراقها فتتحوّل إلى فحم فهي بين اللون البنيّ الدّاكن والأسود الفحميّ.

3 - بناء مستقلّ يبنى عادة من الطوب ويُسقف بفروع الشجر اليابسة والقشّ المخلوط بالتراب ويخصّص عادة لتخزين العلف وما تحتاجه العائلة الريفية في شؤونها اليومية.

4 - المردومة هاهنا بمعنى الصبّاغ الأسود كالفحم والذي يُعدّ بطريقة تقليدية عبر مزج جملة من المكونات الطبيعية وحرقها وعند استواء احتراق المكونات تسحق بالمهراس وتُخلط بالزيت وتوضع على الرأس لصباغته باللون الأسود اللامع.


* كاتبة من تونس

المساهمون