"وصال" عبد الله سعيد.. ذاكرة الشجر والبشر

"وصال" عبد الله سعيد.. ذاكرة الشجر والبشر

08 يوليو 2018
(من المعرض)
+ الخط -
يذهب الفنان الليبي عبد الله سعيد إلى شجرة العرعر كموضوع جمالي في العديد من منحوتاته، ولا يغيب عنه دلالات هذه الشجرة المعمّرة ودائمة الخضرة في بلده التي أنهكته الحروب والأزمات، حيث يرصد التواءات أغصانها ضمن أشكال تجريدية، لتحمي نفسها من قوة العوامل الجوية مما جعلها تملك وصلابة شديدة كصلابة الصخر، كما يشير في إحدى مقابلاته.

بعدٌ آخر لا بغيب عن تجربة النحّات يتعلّق بتخصّصه الجامعي في الموارد الطبيعية وعلوم البيئة، والتي شكّلت خلفية معرفية في توّجه نحو فن الكاريكاتير وتشكيل المجسمات والألعاب الخشبية، ثم إلى الرسم والنحت.

"وصال" عنوان معرضه الجديد الذي تنظّمه "مؤسسة ورق" للفنون"، وافتتح في "دار حسن الفقيه" في المدينة القديمة بطرابلس مساء أول أمس الجمعة ويتواصل حتى يوم غدٍ.

يضمّ المعرض ثماني عشرة منحوتة متعدّدة الأحجام ومنفّذة من خشب الصنوبر والسرو والجوز والموقن غلى جانب العرعر، وقد استمّد عنوانه ليشير إلى تلك العلاقات التي يلجأ إليها المرء في لحظة المحن والأزمات، بشقيها الروحاني المتعلّق بالصلة مع الخالق والمادية التي يمثّلها التواصل مع الأهل، والأقرباء، والأصدقاء، وكذلك مع المكان والمحيط من حولنا.

وقد استغرق إنجاز الأعمال المعروضة حوالي العامين، وهي تشير أيضاً إلى فكرة التواصل والامتداد من جيل إلى آخر التي يعبّر عنها الإنسان من خلال معارفه وعاداته وتقاليده وتصوراته المتوارثة، والتي تختزلها الأشجار التي تعمّر طويلاً وتختزن كلّ واحدة منها الأشياء ذاتها لعشرات ومئات السنين.

بدأ سعيد بعرض منحوتاته مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في بلاده عام 2011، وشارك في العديد من المعارض حيث قدّم عدّة مجموعات منها "الهوية الليبية"، و"بوح العرعر" وغيرهما، في محاولة منه للحفاظ على "ذاكرة وثقافة بلاده في وقت تزامن مع بدء صراع داخلي لم ينته إلى اليوم"، وفق تصريحات سابقة له.

المساهمون