"سرديات الانتقال": أعمال تنقيب عن المكان الأم

"سرديات الانتقال": أعمال تنقيب عن المكان الأم

06 يوليو 2018
من الفيديو المرافق للمعرض
+ الخط -

من خلال الطي المستمر للورق، تقوم الفنانة التشيلية كاتالينا سوينبيرغ بصنع منحوتاتها المختلفة، وهذه هي الطريقة التي تصنع بها أعمالها التي تعرض حالياً في غاليري "سلمى فرياني" في تونس ويتواصل عرضها حتى 31 من الشهر الجاري تحت عنوان "سرديات الانتقال".

بدأت فكرة المعرض من خلال بحث الفنانة في مصير اللقى والقطع الأثرية التي يعثر عليها في الحفريات الأركيولوجية، ثم كيف يجري أخذها من مكانها الأم لتسافر إلى معاهد ومتاحف مختلفة حول العالم لتعرض كرمز للسلطة.

من هذا المنظور، قامت الفنانة بتجميع عدد لا يحصى من الصور غير المتجانسة للقطع القديمة التي تم طيها لاحقاً ونسجها معاً ضمن ورشة عمل جذبت العديد من الأشخاص، في محاولة لتقليد فرق التنقيب التي التقطت هذه الأشياء في الأساس.

الصور في نظر الفنانة لا تكون مهمة إلا عند طقس الاقتراب الجمعي منها؛ حيث الأعمال الفنية هي نوع من الأقمشة المرقعة التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العمل الجماعي الذي يعبّر عن التفاعلات الاجتماعية المشاركة في عملية إعادة البناء المعقدة، والتي تتحوّل في نهاية الأمر إلى شهادة على الذاكرة، الأيدي الكثيرة التي اشتغلت هنا دلالة واضحة على فكرة التكرار، والتكرار هو الفعل البنيوي الذي تقوم عليه الذاكرة.

من خلال عملية الطي تقوم الفنانة بمحاولة ترميم ما جرى تدميره، وتتحوّل الصور إلى منحوتة مرتبطة بهشاشة الورق وقابليته السريعة للزوال والتلف، متناولة بهذه الطريقة ظروف التدمير والخسارة كشرط للوجود.

للفنانة تجارب سابقة اشتغلت فيها التوثيق بالفيديو والتجهيز والنحت، وتميل إلى أن يكون العمل أدائياً وفي هذه المجموعة فإن العمل على تجميع الورق ثم الاشتغال عليه بشكل ورشة كان جزءاً من هوية المنحوتات.

العمل الأساسي للفنانة هو استخدام الهامش لتوثيق المتن؛ ففي 2016 قامت الفنانة بنسج ورق الأطلس الذي صدر عام 1970، لتكشف بعد دراسة الخرائط فيه عن حجم التغيير الذي أصاب الحدود في العالم، والبلدان التي اختفت وتلك التي ظهرت.

يضم "سرديات الانتقال" عدة أعمال تشبه المطرزات؛ أثواب من الصور والورق، ومناديل مؤطرة في براويز، ومنحوتة بعنوان "الشقوق كرمز للمقاومة"، وصور أدائية تظهر فيها امرأة تدير ظهرها وترتدي ثوباً من ورق بعنوان "آلام الغياب"، وعدة أعمال بعنوان "حين أدفن في الأرض"، إلى جانب فيديو قصير لست دقائق بعنوان "هدوء/ اضطراب".

المساهمون