"وهران للفيلم العربي": بدايةٌ بألوان باهتة

"وهران للفيلم العربي": بدايةٌ بألوان باهتة

25 يوليو 2018
(مدينة وهران غرب الجزائر)
+ الخط -

نهايةَ العام الماضي، صادقت الجمعية العامّة للأمم المتّحدة، على لائحةٍ تُعلن السادس عشر أيّار/ مايو من كلّ عام "يوماً عالمياً للعيش بسلام"، مُسنِدةً إلى "اليونسكو" مهمّة الإشراف على إحياء المناسبة التي أُضيفت إلى قائمة "الأيّام العالمية"، باقتراحٍ من الجزائر.

ومنذ ذلك، راحت عبارة "لنعِش معاً في سلام" تتردّد في غير ما مكانٍ ومناسبة. وقد تحوّلت، أيضاً، إلى أغنيةٍ تحمل العنوان نفسه، قدّمها ثلاث عشرة مغنّياً في "أوبرا الجزائر"، وسط احتفاءٍ رسمي.

ستظهر العبارة مُجدّداً كشعارٍ للدورة الحادية عشرة من "مهرجان وهران للفيلم العربي"، التي تنطلق فعالياتها اليوم الأربعاء وتستمرّ حتى الواحد والثلاثين من تمّوز/ يوليو الجاري، مع إجراء تحوير بسيط عليها، لتُصبح: "نعيش معاً".

لكن الشعار الذي أراد لفت الأنظار إلى ما يُسمّيه الخطابُ الرسمي "جهودَ الجزائر لتعزيز قيم ثقافة السلم والمصالحة على المستوى الدولي"، أتى بردود فعلٍ عكسية.

فبمجرّد إعلان التظاهرة عن ملصق وشعار دورتها الجديدة، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاتٍ ساخرة نال الملصقُ نصيباً وافراً منها؛ إذ وصفه الكثيرون بالرديء جدّاً، وقالوا إنه يعكس فقراً إبداعياً وجمالياً، فيما بادر آخرون إلى اقتراح تصاميم اعتبروا أنها "أقلّ بشاعةً".

مع غيابٍ أيّة إشارة إلى الفن السابع، حملَ الملصق، الذي صُمّم بخطّ رديء وألوان باهتة ومتنافرة، صورةً تُظهر خمسةَ أشخاصٍ يرفعون أيديهم المتشابكة، ما جعله أقربَ إلى ملصق مخيّم صيفي محلّي، منه إلى ملصق مهرجان سينمائي دولي.

ردود الفعل تلك، دفعت إدارة المهرجان إلى التوضيح، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، بالقول إن الشعار يعكس حرصها على "تثمين المبادرة الجزائرية التي تبنّاها المجتمع الدولي، وهي العيش معاً بسلام"، من دون أن تُعلّق على الجانب البصري من الملصَق.

أمّا وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، فبدت نبرتُه أكثر حدّةً وهو يُغرّد على "تويتر"، مدافعاً عن ملصق المهرجان وشعاره: "‏ماذا لو تمّ تنظيم مهرجان وهران للفيلم العربي دون ملصق؟ هل كان هذا سيؤثّر على الحدث؟ لا أعتقد، فاختزال مهرجان تكرَّس كموعدٍ ثقافي سنوي بامتياز في شكل ملصق أمرٌ يدعو للأسف".

يعتبر ميهوبي أن "الملصق اكتفى بعرض شعار "نعيش معاً" تعزيزاً لمبادرة الجزائر الإنسانية"، وأن "السينما إحدى أدوات التعبير عن ذلك". لكنه، أيضاً، سيضرب صفحاً عن الجانب البصري.

لم تقتصر الانتقادات على هذا الجانب؛ إذ طالت أيضاً ما اعتبره بعضهم خللاً اتّصالياً واضحاً في المهرجان الذي ظلّت معطيات دورته الجديدة غائبةً عن موقعه الإلكتروني، إلى غاية ساعات قليلة من انطلاقتها.

على أن الانتقادات التي تطال المهرجان لا تخلو من تتبّعٍ حثيث لتصيّد عثراته أو إطلاق أخبارٍ "زائفة" حوله. فبعد أن تداول مغرّدون منشوراتٍ تُشير إلى إسناد تقديم حفل الافتتاح إلى حسان كشّاش وسارة لعلامة مقابل "مبلغ مالي كبير"، أوضح المهرجان أن الممثّلَين الجزائريَّين سيُقدّمان الحفل بشكلٍ مجّاني.

يُذكَر أن الدورة الحادية عشرة من "مهرجان وهران للفيلم العربي" ستنطلق مساء اليوم بعرض فيلم "كارما" للمخرج المصري خالد يوسف، وتشهد مشاركة 38 فيلماً سينمائياً بين روائي طويل وقصير ووثائقي، تتنافس على جوائز "الوهر الذهبي".

وإلى جانب الندوات الفكرية والتقنية والورش، يُكرّم المهرجان، الذي تشمل فعالياته أيضاً مدن معسكر ومستغانم وسيدي بلعباس، الممثّلة المصرية الراحلة شادية والمخرجَين الجزائريَّين الراحلَين محمد زموري وفاروق بلوفة.


المساهمون