"أيام القناوة": تظاهرة مستحدثة، لكن بأي جديد؟

"أيام القناوة": تظاهرة مستحدثة، لكن بأي جديد؟

22 يوليو 2018
(إحدى فرق القناوة في المنطقة)
+ الخط -

تشهد الجزائر العديد من التظاهرات التي تختصّ بموسيقى الديوان أو القناوة التي تعود جذورها إلى القرن السابع الميلادي مع رحلات القوافل الآتية من جنوب الصحراء الأفريقية ومعها الرقيق، في السنغال ومالي وغينيا تحديداً، وتفاعلت مع الموسيقى الشعبية في تونس والمغرب إضافة إلى الجزائر.

وانبثق هذا الفن كتعبير عن الأفارقة "العبيد" الذين اشتغلوا في خدمة البيوت وفي زراعة قصب السكر وأعمال الحراسة، وقدّموا موسيقاهم على آلات تقليدية مثل الكنبري وهي آلة وترية وإيقاعية، تُصنع من صندوق خشبي مجوّف مستطيل الشكل بأبعاد محسوبة، ويغطّى بجلد الجمل أو البقر، بينما تُصنع أوتارها (ثلاثة أوتار فقط) من أحشاء الماعز، إضافة إلى البانغا وهو من أنواع الطبول.

وتؤدى رقص القناوة وتعزف موسيقاها على نصوص متواتَرة شفاهةً بلهجات بلدان الساحل الأفريقي، لم تُكتب ولم تترجم، وتخضع حفلاته إلى قواعد صارمة ينقلها "المعلّم" إلى تلاميذه عبر الأجيال.

في هذا السياق، انطلقت فعاليات الدورة الأولى من "الأيام الوطنية لموسيقى القناوة" في تلمسان (غرب العاصمة) مساء أمس السبت وتتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من "مركز الفنون والمعارض" في المدينة.

تساؤلات عديدة يمكن طرحها حول أسباب تأسيس تظاهرة جديدة تعنى بهذا النمط الموسيقي، بنيما تواجه تظاهرة أقدم مثل "مهرجان موسيقى ورقص الديوان" التي اختتمت دورتها الحادية عشرة الشهر الماضي، قلّة الدعم منذ إقرار خطة التقشّف عام 2016، ما أدى إلى إقامتها مرة كلّ عامين بعد أن كان تنظّم سنوياً، كما تمّ تقليص عروضها.

في "أيام تلمسان" تشارك فقط سبع فرق، حيث افتتحت بحفل لفرقة "قناوة الواحة"، ويتضمن البرنامج عروضاً لفرقة "قناوة بن منقور" و"فرسان الحاجة مغنية" و"الشهاب" و"نجماوي عين الصفراء" و"الشهداء" و"الفردوس"، وتتوزّع عروضها على فضاءات عدّة مثل شواطئ سيدي وشع بندرومة وواد عبد الله ومرسى بن مهيدي.

كما لم تستطع هذه المهرجانات توثيق موسيقى القناوة وقصائدها التي تؤّدى بلهجة الهاوسة أو البامبرا (لهجات تنتشر في الجنوب الجزائري)، حيث العديد يرّددها اليوم من دون معرفة وفهم مفرداتها، فالمبادرات في هذا الإطار لا تزال محدودة.

المساهمون