كاميرا أوليغ سانسوف وقضيّته مصوّبتان نحو نظام بوتين

كاميرا أوليغ سانسوف وقضيّته مصوّبتان نحو نظام بوتين

17 يوليو 2018
(موسكو/ 2018، من مظاهرة لمساندة سانسوف)
+ الخط -

طوال فعاليات كأس العالم التي امتدّت شهراً، عاشت روسيا بالتوازي مع احتضانها مباريات كرة القدم، على وقع التصفيق والإشادة على حسن تأمين الملاعب والجماهير. وكأن كل ذلك مرتّب كي تبدو البلاد المحكومة بقبضة حديدية فضاء لتمجيد الحريات ولقاء الأعراق والمعتقدات والأفكار. تخفي هذه "الضوضاء" في ما تخفي قضية المخرج الأوكراني أوليغ سانسوف (1976)، المعتقل في السجون الروسية منذ أيار/ مايو 2014، وقد وجّهت له تهمة "الإعداد لعمليات إرهابية"، فيما كان اعتقاله بسبب المشاركة في مظاهرات تندّد بالتدخل الروسي في الشأن الأوكراني.

القضية بدت وقد لفّها النسيان بعض الشيء، غير أن سانسوف دخل في 14 أيار/ مايو الماضي في إضراب جوع احتجاجاً على التهمة الملفقة. وفي الحقيقة، كان سانسوف يعتمد على كأس العالم، والأضواء التي تجلبها معها إلى روسيا كي يحدث تغييراً في الوقت الذي يبدو فيه النظام الروسي أصمّ أبكمَ مثل حيوان قطبي بخصوص القضية.

كان سانسوف ومساندوه يأملون بأن "تتحاشى روسيا أي لطخة في المونديال الذي تنظّمه"، بحسب عبارة والدته، لكن ذلك لم يحدث. تبقى النقطة الإيجابية هي الأثر الإعلامي، حيث أعيدت القضية إلى الواجهة في أكثر من بلد وتحرّكت العديد من المنظمات والمبادرات التي أطلقها مثقفون لتحريره، غير أن عناد النظام الروسي قد يحوّل نجاحها الإعلامي إلى مأساة في حق حرية التعبير والفن، حيث إنه ومع نهاية المونديال، يكون المخرج الأوكراني قد تجاوز الشهرين من إضراب الجوع وهو ما يعني دخول منطقة الخطر القصوى، ويعني ذلك أيضاً إضافة عار جديد في سجلّ "الديكتاتور المنتخب".

ضمن سياق الضغط على روسيا، نشر مثقفون فرنسيون عريضة لمطالبة الرئيس الفرنسي الذي يتنقل إلى روسيا بشكل متلاحق لدعم الفريق الكروي، إلى طرح قضية سانسوف. يذكر أن "نادي القلم الأميركي" كان قد وجّه في وقت سابق رسالة بالمضمون نفسه إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.

أحياناً، نشعر بأن هناك تصفية حسابات شخصية أكثر من كوننا نتحدّث عن أنظمة وخيارات سياسية. أم أن روسيا، الدولة التي تضع نفسها دائماً بين القوى العظمى، تخشى من صوت مخرج في بداية العقد الرابع من عمره؟

لقد ندّد سانسوف بالتدخل الروسي في الشأن الأوكراني وكان هذا مصيره، ولا شك أن كل عربي، وعلى الأقل في أعماق ضميره، يندّد بالتدخل الروسي في الشأن السوري. كل من يفعل ذلك، عليه أن يعرف بأنه ضحية محتملة لشره الدبّ الروسي.

دلالات

المساهمون