"الندوة السنوية للعمارة": هدايا لإنسان المدينة المحاصر

"الندوة السنوية للعمارة": هدايا لإنسان المدينة المحاصر

15 يوليو 2018
تصميم جامعة لويجي بوكوني في ميلانو
+ الخط -

تقيم "الأكاديمية الملكية للفنون" في لندن الندوة الدولية السنوية التي تخصصها للعمارة في نسختها الثامنة والعشرين عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الإثنين، وتتصادى فيها مع ثيمة المساحة الحرة في العمارة، التي أطلقها "بينالي البندقية للعمارة" المقام حالياً والمتواصل حتى تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

يحاضر في الندوة المعماريتان الإيرلنديتان إيفون فاريل وشيلي ماكنمارا، قيّمتا بينالي البندقية، وتتزامن الفعالية مع احتفالات الأكاديمية التي تأسست عام 1768 بالمعرض الصيفي السنوي الـ 250.

توصف المساحة الحرّة في العمارة، وفقاً لبيان الأكاديمية بأنها "كرم الروح والشعور بالإنسانية، وهو أمر لا بد أن يكون في قلب أجندة العمارة، وأن يركز على نوعية وطبيعة الفضاء نفسه".إيفون فاريل (يمين) وشيلي ماكنمارا

وبالنسبة للمعماريتين المحاضرتين، فقد أسستا معاً مشروع غرافتون في دبلن عام 1978، وكان هدفهما بناء مؤسسات تعليمية بشكل أساسي، ثم سكنية وعامة، وهما صاحبتا تصاميم مدرسة الاقتصاد في تولوز في فرنسا وكلية لندن للاقتصاد، ومعهد الهندسة في باريس، وجامعة كينغستون، وجامعة لويجي بوكوني في ميلانو، وحرم جامعة ليما الجديد في بيرو.

عرف عن فاريل وماكنمارا تدريسهما في مجموعة من الجامعات العالمية، وعملهما خارج الممارسة المعمارية التقليدية، حيث اعتبرتا المشاريع فرصة للبحث عن وسيلة لتطبيق أفكارهما، حيث أن لهما عدّة دراسات، منها "الهندسة المعمارية كجغرافية جديدة".

وفي ما يخص ثيمة المساحة الحرة التي اشتغلت عليها المعماريتان في بينالي البندقية وستحاضران حولها في الندوة فإنها تتعلق بقدرة العمارة على فهم المساحة كهدية للمستخدمين في المستقبل، وهذا يستدعي مقارنة مع ما قدمته الإثنولوجيا حول فهم عمارة الحضارات القديمة في مختلف مناطق العالم. وفي عمارة المساحة الحرة، يصبح "الكرم المكاني مرئيًا يتجاوز القيود الوظيفية للبناء".

وتعتبر المعماريتان أن المساحة الحرة سوف توفر إمكانية إعادة تقديم هدايا الطبيعة للإنسان المعاصر الذي تسحقه المدينة، حيث يمكنه التمتع بها في مسكنه ومكان عمله ومدينته من ضوء الشمس والقمر والهواء والجاذبية والموارد الطبيعية والمصنعة.

ترى فاريل وماكنمارا أنه لا بد على المعماريين أخذ القلق بشأن التوازن البيئي على محمل الجد، ومواجهة انسحاب الولايات المتحدة الأخير من اتفاقية باريس المناخية. إذ أن هذا جزء من معنى العمارة المسؤولة اجتماعياً، خاصة مع وجود التوتر بين التصميم المكاني وتأثيره السياسي والاجتماعي.

المساهمون