رواسب مخيفة

رواسب مخيفة

07 يونيو 2018
هالة عموص/ تونس
+ الخط -

أكوامٌ من الإيحاءات والإيماءات الجنسية تخترق العاميات العربية، دعنا من التصريح بها والذي ينغلق عادة في أطر خاصة. تفكيك هذه العبارات وقراءتها بشكل واع يصعب ألا يشعرك بالرعب.

كيف تنتج مجتمعاتنا كل هذه البذاءة؟ وكيف نتوارث بشكل طبيعي نظرة مسخّفة للأنثى؟

إنك تسمع أحدهم يردد بثقة، وبدون أي رادع، أن "كل نساء الدنيا كذا... باستثناء أمي وأختي...". نموذج عجيب ولا يقبله لا المنطق ولا الأخلاق، لكنه قائم يمشي بيننا، ومن فرط ما تردّد أصبح مسموحاً به.

قد نفسّر ذلك بمناخ عام يحكم الممارسات اللغوية في المجتمعات العربية، ولكن لو محّصنا في منطوق بعض من يعيش في الغرب، حتى لعقود، لاكتشفنا أن الرواسب نفسها لا تزال تسكن خطابه، وكأن السنوات التي قضاها في المهجر لم تفتح عينيه على مقولات المساواة بين الجنسين. كيف يرسب هذا وذاك في مخيال ما قبل المهجر، ويستطيع أن يتأقلم مع كل شيء في المهجر لكنه لا يغيّر نظام تمييزه بين الجنسين؟

أكثر من ذلك، تجده لا يتورّع عن القول إن "نساء الغرب جميعهن داعرات؟"، أو "كلهن خائنات للزوج وجاهزات للفراش؟"، بما في هذه التعبيرات من القسوة والجهل.

ولكي نتجنّب تهمة "الافتتان بالغرب"، فلنتساءل: ماذا عن رأينا في الآسيويين والأفارقة وبقية شعوب الأرض؟ أية نظرة ينطلق منها حديثنا لوصفهم؟

المساهمون