"الدولي للتصوير والفنون": وقوف عند تجريبية هارون فاروقي

انطلقت أمس فعاليات الدورة الأولى من "المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي والفنون: قرقنة 01" في أرخبيل قرقنة (تابع لصفاقس) ويتواصل حتى 27 من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 50 مصوراً فوتوغرافياً من بلدان عربية وأجنبية وبتنظيم من "معهد غوته".

يتضمّن المهرجان معارض فوتوغرافية ومحترفات وعروض موسيقية متخصصة في الموسيقى الإلكترونية والتكنو، إلى جانب عرض بعض الأفلام الوثائقية، وتنظيم محاضرات متعددة المضامين.

من أبرز المعارض التي تتواصل طيلة أيام المهرجان "مكان اللامكان"، و"ورشة السفن"، فيما تحمل ورش العمل عناوين مختلفة من بينها: "إذا كنت لا تعرف فلا يمكنك أن تفهم". أما المحاضرات فتتناول التنوّع في التصوير والأساليب وطرق التنفيذ.

من أبرز فعاليات برنامج التظاهرة استعادة تجربة المخرج والفنان الألماني من أصل هندي هارون فاروقي (1944 - 2014)، حيث تعرض بعض أعماله ومن أهمها "صور السجن"، و"طبيعة صامتة".

تلفت أعمال فاروقي المعروف بتجهيزاته وأفلامه الوثائقية التجريبية، اهتمام المشاهد إلى التعقيدات البصرية والخفية التي تنطوي عليها الحياة اليومية، حيث يتجاوز كل ما هو معهود بعين ناقدة وراصدة، ومن ثم يطرح تساؤلات حول التعايش المجتمعي وموازين القوى والسياسة وقسوة الحرب والتزايد المطرد لهيمنة رأس المال.

يستقطب المهرجان، وفقاً للقائمين عليه، قرابة ثلاثة آلاف زائر من تونس ومن الخارج من هواة ومحترفين في مجال التصوير الفوتوغرافي والفيديو والفنون الرقمية، ويسعى "قرقنة 01" إلى تشجيع مجال الفنون الفوتوغرافية في تونس وإلى مزيد من التعريف بها لتعزيز لا مركزية الثقافة والنهوض بالمشهد الثقافي والبنية التحتية للجهة.

من المتوقع أن تعمل التظاهرة كوسيلة تواصل بين الفضاء المحلي والفضاء الدولي في مجال التصوير الفوتوغرافي والفنون الرقمية، وتوفير فرص تدريبية للفنانين الشباب من خلال التواصل والورشات والأنشطة التي ستقام في فترة المهرجان.

وفي هذا السياق، ينظّم المهرجان يوماً مفتوحاً للتعارف بين الفنانين التونسيين والفنانين من شمال أفريقيا الذين ستتاح لهم فرصة التواصل مع فنانين محترفين ومشهورين في مجال التصوير الفوتوغرافي والفنون الرقمية وطرح أفكارهم ومشاريعهم ونسج علاقات معهم لتحديد ملامح مشاريعهم المستقبلية.