حكواتيون في مقهى السنترال: قصص من التراث التركي والشامي

حكواتيون في مقهى السنترال: قصص من التراث التركي والشامي

02 يونيو 2018
شلبية الحكواتية في أحد عروضها
+ الخط -
يعد مقهى السنترال وسط مدينة عمان أحد أقدم المقاهي التي بدأ المثقفون من فنانين وكتاب وصحافيين يجتمعون حولها منذ أن تأسس عام 1949، على يد زكي أحمد منعم ابن عائلة يافاوية استقرت في الأردن بعد النكبة.

ورغم تعثر حالة المقاهي والفضاءات الثقافية بالعموم في المدينة، وانفضاض المثقفين عن الأمكنة القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، لكن "السنترال" يحافظ على بعض الأجواء الثقافية، من ذلك فعالية "ليالي الحكايا" التي يقيمها خلال شهر رمضان بمشاركة حكواتيات وحكواتيون من عمّان؛ وهم شلبية الحكواتية وهي سالي شلبي، وفيصل العزة، وماجد صبرة المعروف بـ "أبو خميس".

تقليد الحكواتي في رمضان ليس بجديد، بل إنه من أوائل وسائل الترفيه التي عرفتها فضاءات الحارات في بلاد الشام ومصر والمغرب في القرن التاسع عشر وربما قبل ذلك بكثير، وكانت وسيلة ترفيه يزجى بها الوقت والليالي، وبالطبع كان الحكواتي في الفضاء العام حكراً على الرجال، وكان الرجال الجمهور ينقلون الحكايات إلى النساء في البيوت، ليتحولوا بدورهم إلى حكائين في منازلهم، دون أن ننسى دور الجدات والأمهات في سرد الحكايات في الفضاء الخاص.

ومع اختفاء الحكواتي من الثقافة الشعبية لعقود من الزمن، تحاول مجموعات لديها هذه الرغبة في نقل القصص وتراث الشعوب، وتمتلك الموهبة المسرحية والأدائية في شد أسماع الجمهور، أن تعيد هذا الطقس بنسخة عصرية من بلاد الشام وصولاً إلى المغرب، حيث باتت تقام مهرجانات لفن الحكي.

بالنسبة إلى سهرة الليلة، فإن "شلبية الحكواتية" عادة ما تنتقي قصصاً من التراث الشعبي لبلاد الشام، ولفلسطين على وجه الخصوص. لكنها تقول في حديث لـ "العربي الجديد"، إنها ستحكي هذه المرة واحدة من التراث التركي، عنوانها "قصة بقصة"، وهي طويلة لذلك ستقسمها إلى جزئين.

بالنسبة إلى الحكواتي فيصل العزة فإنه سيقدم حكاية من التراث الشعبي لبلاد الشام، تحت عنوان "راس حصان"، وهي كما يقول لـ "العربي الجديد" حكاية عن "احتضان العائلة والكيفية التي تتعلق مجريات الأحداث بأحد يصيبه الطمع".

ورغم أن العزة يصنع الدمى وقد سبق وقدم بها العديد من الحكايات إلا أنه يعتمد في عرض الليلة على أدائه الجسدي والصوتي فقط، لأن العرض موجه للكبار فقط. أما الحكواتي ماجد صبرة فسيروي قصة من قصص هارون الرشيد.

القصص الثلاث مختلفة، وكل حكواتي سيرويها بطريقته، لكنها تشترك في أمر واحد وفقاً لـ العزة؛ "وجود شخصية الحاكم. كما تتكلم عن ترابط المجتمع وكل واحد منا له وجهة نظر في الكيفية التي يحكي فيها حكايته".

المساهمون