"الاعتراف" لدورفمان.. نسخة سورية

"الاعتراف" لدورفمان.. نسخة سورية

10 يونيو 2018
(من المسرحية)
+ الخط -
في عام 1990، ترجمت أولى أجزاء "ثلاثية المقاومة" للكاتب التشيلي أرييل دورفمان (1942) إلى العربية، والتي تحمل عنوان "الرقيب" وتبعها ترجمة الجزءين الثاني والثالث "الموت والعذراء" و"الأرامل"، لتتوالى اقتباسات المخرجين العرب لنصوصها التي تنتقد مركبّ السلطة الأبوية في أبعادها السياسية والاجتماعية.

"الاعتراف" نسخة سورية أعدّ نصها وائل قدّور وأخرجها عبد الله الكفري، وعرضت عند التاسعة والنصف  من مساء أمس السبت 9 حزيران/ يونيو الجاري، على خشبة مسرح "دوار الشمس" في بيروت، بتمثيل كلّ من جمال سلوم، وأسامة حلال، وشادي مقرش، وسهى نادر، وحمزة حمادة.

الفكرة الأساسية للعمل تستند إلى مسرحية "الموت والعذراء" لدورفمان، التي تتناول لقاءً يجمع بين ضحية وجلاد بعد أن يتبادلا الأدوار، لكن جرى إسقاطها على الواقع السوري الحالي حيث تدور الأحداث في بيت صغير في دمشق عام 2012 أي خلال اندلاع حراك شعبي في البلاد وتتكثف في يوم واحد فقط.

يتناول المخرج خمس شخصيات تجمع بينها صلات مختلفة كالقرابة والصداقة والحب، ويرصد مسار تحولاتها بدءاً من"الخال جلال" وهو ضابط سابق تخلى عنه النظام قبل زعزعة استقرار حكمه، ليطلب من جديد بعد اندلاع الحراك، ما يثير جدلاً حاداً بينه وبين ابن شقيقته عمر الذي يؤدي دور كاتب مسرحي، فيحاول منع خاله من اتخاذ قرار العودة إلى الوظيفة.

تتداخل أحداث المسرحية ومشاهدها المؤداة بين الواقع والمسرح، بين الماضي والحاضر، معالجة بذلك نتائج تراكمات أربعين عاماً من سيطرة حكم بوليسي على المجتمع والناس والعلاقات في ما بينهم وثقافتهم العامة المتمثلة بالخوف والشك وحرية التعبير والثواب والندم والمسامحة أو عدمها، لتلخّص وقائع يوم واحد من حياة جلاد يقف أمام ماضيه وخياراته الممكنة في مستقبل مجهول.

تدور الحوارات حول معنى الخوف والعدالة والضحية عبر طرح تساؤلين أساسييْن، هما: لماذا يجب أن نكون ضحايا ونسكت؟ وماذا نخسر لو قدمنا العدالة ولو في قضية واحدة فقط؟ في محاولة للاعتراف ضمن مستويات متعدّدة؛ تخلصّاً من عقدة الإحساس الذنب، ومن أجل الحصول على الغفران، والبحث عن تلك المسافة التي تفصل العقاب عن الثأر، وهي كلها مرتبطة بالراهن السوري.

المساهمون