أحمد عبد التواب.. الجسد في لحظة الحرية

أحمد عبد التواب.. الجسد في لحظة الحرية

07 مايو 2018
(من المعرض)
+ الخط -

يمثّل الشكل الهندسي الثيمة الأساسية التي تحضر في أعمال الفنان والنحات المصري أحمد عبد التواب (1976) والمأخوذ بتنويعاته: المربع والدائرة والمستطيل من رموزه ودلالاته في الحضارة الفرعونية القديمة، حيث الشخصيات التي تتخلّق منها تحاكي علاقة المادة والروح.

"هي حرة" عنوان معرضه الجديد الذي يتواصل في "غاليري"الزمالك" في القاهرة، حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ويستخدم البرونز في صنع منحوتاته التي تحتفل بجسد المرأة بما يحيله الموضوع من تساؤلات فلسفية واجتماعية حوله الحرية كقيمة مطلقة يتوق إليها الإنسان عبر العصور.

أغلب الأعمال المعروضة متوسطة الحجم، بعضها يصوّر جسداً أنثوياً في رقصات متنوّعة على كامل استقامته حيث تتخذ الرجلان في كامل امتدادهما أشبه بوتر مشدود تغطيهما تنورة على شكل دائرة في الوسط، وهي استعارة للشمس التي تمثّل مركز الكون لدى الفراعنة، يدور حولها الفرد في حركته وتمرّده وخضوعه أيضاً.

من المعرضفي منحوتات أخرى، تركب المرأة عربة أو حصاناً خشبياً ولا تظهر تفاصيل الوجه وكان التكوين في لحظة انطلاق أو انتقال إلى لحظة أخرى غير معلومة، أو تبدو مستعدّة للطيران في بعض الأعمال وعلى ظهرها شراع ورقي بشكل طائرة ورقية ضمن تكوينات في وضعيات مختلفة، أو تسافر عبر مركب في النهر.

يعمل الفنان على موضوعته في طابع أيقوني تعكسها التشكيلات الصارمة والقوية التي صمّمها لتبرز هالة حول الأجساد المنحونة، وينقل مشاعرها وأحساسيها في التفلّت من قيود المكان وارتباطاته التي تراكمت مع الزمن، وتعكس في الوقت نفسه رغبة الكائن في التخّفق من ثقل وجوده.

لا تبتعد التجربة الحالية عمّا قدّمه في معارض سابقة، حيث تتحرّك شخصياته في مشهد واحد يجري تقطيعه إلى عدّة لقطات تجسّد حالة درامية معيّنة، كما في معرضه "ترنيمة شمس" (2016) الذي استعار دعاء أخنانون للإله الواحد في عشرين منحوتة تحاكي إحدى أكثر الأفكار التي شغلت الإنسانية لآلاف السنين.

يقول الفنان والناقد محمد الفيومي في كتيّب المعرض: "استطاع أحمد عبد التواب التعبير بحرية شديدة عن مشاعره وأحاسيسه من خلال خطوط هندسية جافة وحادة بدون افتعال (..) وتطويع خامة البرونز الصعبة وصبغها كيميائياً لإيصال الدراما المطلوبة بما يناسب كل عمل على حدة".

يُذكر أن عبد التواب تخرّج من كلية التجارة في "جامعة القاهرة" عام 1999، وشارك في العديد من المعارض الجماعية إلى أن أقام معرضه الشخصي الأول عام 2008.

دلالات

المساهمون