"الصالون التونسي للفن المعاصر": معنى الطريق ورمزيته

"الصالون التونسي للفن المعاصر": معنى الطريق ورمزيته

28 مايو 2018
(رياض بن الحاج أحمد، من المعرض)
+ الخط -
في عام 2011، بدأ التفكير بإنشاء ملتقى يجمع الفنانين التونسيين ويعرّف بتجاربهم ويقدّم أحدث نتاجاتهم ضمن فضاء يتفاعلون فيه حول حاضر الفن ومستقبله، لكن التنفيذ الفعلي للفكرة لم ينطلق إلا عام 2016 حين أقيمت دورة تأسيسية من "الصالون التونسي للفن المعاصر".

يوم الجمعة، افتتحت الدورة الثالثة من الصالون في "متحف مدينة تونس" (قصر خير الدين)، والتي ينظّمها "اتحاد الفنانين التشكيليين" تحت عنوان "الثنية"، وتتواصل حتى الثلاثين من حزيران/ يونيو المقبل بمشاركة 123 فناناً.

وأشار بيان المنظّمين إلى "العنوان يحيل من ناحية على المعنى اللفظي للكلمة أي الطريق، كما تحيل أيضاً على حياة الإنسان في دروبها المختلفة بين أزمنة ثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل"، موضّحاً أن "الأعمال المعروضة تتقاطع مع المشاركات نفسها ضمن بينالي داكار في دورته الأخيرة، حيث شاركت تونس ضيف شرف التظاهرة".

سارة بن عطيةتجمع الدورة الحالية أعمالاً متنوعة منها اللوحات الفنية التشكيلية والفوتوغرافية والأعمال التركيبية والفيديوهات، حيث يشارك محمود بوشيبة بعمل تركيبي من المعدن يجسد ثلاثة أفراد يمثّلون مراحل حياة الانسان مع التطور الذي يرافق كل مرحلة منها (طفولة- شباب- شيخوخة) بما يحمله التغير من تحولات ونظرة فلسفية، كما يستعرض العمل كيف يرث كلّ جيل معاني وقيم من الجيل الذي سبقه.

أما فريد العرفاوي فيقدّم تجربة مختلفة عن أعماله السابقة التعبيرية المنفّذة بالأكريليك والألوان الزيتية والكولاج حيث يقدم تنصيباً بعنوان "تسامي"، وتعرض عائدة كشو لوحة عنوانها "اضطرابات شعورية" التي تعكس تجريداً لونياً غنائياً.

يراوح رياض بن الحاج أحمد بين التشخيص والرمز في تنصيبه، الذي يستخدم في إنشائه محمّلاً بتساؤلات حول قمع الجسد وظروف العيش ضمن واقع معيش يحاصرنا بالكذب والنفاق سواء في ما نشهده في الحياة أو عبر شاشات التلفزة.

وتواصل سارة بن عطية من خلال خزفياتها تقديم رؤية وجودية خاصة تختزل الفعل الإنساني في الحروب العمياء والالتباسات والدوّامات المهلكة، ضمن مقاربة لونية تتقصى التكثيف من التدرّجات الترابية، فتبدو لدائنها الخزفية أقرب إلى المواد الخام في الطبيعة، كي تكون منسجمة مع محيطها.

المساهمون