استعادة والتر سيكرت.. رسام المغنيات والقتلة

استعادة والتر سيكرت.. رسام المغنيات والقتلة

28 مايو 2018
(من أعمال والتر سيكرت)
+ الخط -
"جدول لا ينقطع" عنوان المعرض الاستعادي الذي ينطلق عند السابعة والنصف من مساء الخميس، حيث تستعاد أعمال الفنان الإنكليزي والتر ريتشارد سيكرت (1860-1942)، في ذكرى ميلاده، 31 من الشهر الجاري، في "المتحف الوطني للبورتريه" في لندن.

على عكس معظم فناني مجموعة "كامدن تاون" الفنية البريطانية، اعترفت الأوساط التشكيلية بـ سيكرت خلال حياته الشخصية كفنان مهم ومؤثر، وفي السنوات التي تلت وفاته اكتسب سمعة متزايدة كواحد من أكثر الشخصيات تأثيراً في الفن البريطاني في القرن العشرين، لكن ظلّ ينظر إلى الفنان الطليعي بوصفه مستقلاً عن المجموعات والمدارس والفئات.

المعرض يستوحي عنوانه من مقولة شهيرة للفنان، إذ يرى أن "لا وجود لشيء اسمه الفن الحديث، وآخر قديم، تاريخ الفن جدول لا ينقطع".

ولد سيكرت في ميونيخ، لأب دنماركي يحترف الرسم وأم بريطاتية، استقرت عائلته في لندن، ورغم أنه تربى في عائلة تهتم بالفن والرسم، لكنه أراد أن يكون ممثلاً وظهر فعلاً في بعض الأفلام، لكنه سرعان ما انصرف كلياً إلى الرسم، وانطلق في رحلة جنونية عام 1883، إلى باريس، حيث التقى هناك بإداوارد ديغا الذي سيترك تأثيراً كبيراً على الفتى.

ابتكر سيكرت نسخته الخاصة من الانطباعية، مفضلاً الألوان القاتمة، ومتبعاً نصيحة ديغا، أن يرسم في الاستديو من الذاكرة، وأن يهرب من طغيان الطبيعة. رسم أول لوحة أساسية له عام 1885، وعرضت في لندن، وكانت لوحة لمغنية معروفة في تلك الحقبة عنوانها "تدريب: نهاية فصل"، لكن سيكرت جوبه بآراء قاسية وصفت عمله بـ "القبيح والمبتذل"، وكان السبب في ذلك نظرة المجتمع إلى المغنيات بوصفهن أقرب إلى المومسات، ولا ينبغي رسمهن في أعمال تعرض في قاعات أساسية في لندن.

منذ ذلك الرفض للوحته الأولى، ظلّت هذه الفئة من النساء المهمشات والمنبوذات في المجتمع البريطاني بطلات لوحاته وموديلاته المفضلة، من هنا بدأ يتنقبل وعاش معظم وقته في باريس، وكان يتردد على البندقية، وقلما يزور لندن لسنوات.

من أشهر أعماله "الخاتم" وفيه يصور امرأة أخرى من "نسائه" تجلس على طرف المقعد وتتأمل خاتماً في يدها، وكذلك "جريمة في كامدن" و"غرفة جاك"، ولهذه اللوحة قصة، فقد زعم الفنان أنه عاش في غرفة القاتل المتسلسل الشهير آنذاك "جاك ذا ريبر"، حيث أخبرته السيدة التي أجرّته الغرفة، أنها تشك أن الرجل الذي كان يعيش فيها قبله هو جاك ذا ريبر. لكن هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، فقد وضع كتاب سيرة فرضية أن الفنان نفسه كان القاتل جاك ذا ريبر، بينما ذهب آخرون إلى أنه كان شريكاً له.

المساهمون