"بيتر بان": حلم الطفولة الأبدية

"بيتر بان": حلم الطفولة الأبدية

02 مايو 2018
(من العرض)
+ الخط -

في عام 1902، ظهرت شخصية "بيتر بان" التي ابتكرها الكاتب المسرحي البريطاني جيمس ماثيو باري (1860 – 1937) في روايته ذائعة الصيت "الطائر الأبيض الصغير"، ثم توالى ظهورها في عدد من كتاباته اللاحقة، عن فتى لا يكبر أبداً، وهي فكرة ألحّت عليه حيث كان الطفل التاسع لعائلة يموت أغلب أبنائها صغاراً.

سرعان ما انتقلت الشخصية إلى المسرح، وجرى تقديمها على الخشبة بنسخ متعدّدة التقطت تلك الدلالات الفلسفية التي قدّمها النصوص الأولى حوله، وتحوّلت القصة إلى أفلام سينمائية كان أبرزها "هوك" (1991) الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ، كما أصبح أحد الشخصيات الرئيسية في عالم والت ديزني، واستلهمه العديد من الفنانين والنحاتين في أعمالهم، كما أصبح يدلّ في علم النفس على متلازمة تصيب الأشخاص يتأخر نضجهم العاطفي والسيكولوجي.

هذه المرة، يذهب المخرج الإيطالي ماوريتسيو كولومبي إلى المسرح الغنائي، حيث يقدّم "بيتر بان" عند السابعة والنصف من مساء غدٍ الخميس في "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، ويعاد عرضه في الليلتين التاليتين، بعد أن طاف بها مسارح عدّة خلال السنوات العشر الماضية.

ألّف موسيقى العرض الإيطالي إدواردو بيناتو (1946)، ويشارك فيه عشرون مؤدياً ومغنياً وراقصاً، عبر تقديم لوحات تتضمّن ثلاث عشرة مقطوعة موسيقية تلتزم أغانيها بمضمون النص الأصلي والتي تمّ إصدارها لاحقاً في ألبوم خاص عام 2006.

تبدأ فصول الحكاية عند تخلد أطفال عائلة آل دارلينغ إلى النوم، حيث تروي الأخت الكبرى "ويندي" القصص لشقيقيها، والتي ستكون أهمها قصة الذي يتمكّن من الطيران عبر النافذة نتيجة تعرّضه إلى غبارِ الجنيّات السحري، وقد اختير له اسمه هذا نسبة إلى بان إله الموسيقى الإغريقي المفعم بالحياة، وهو يقرّر الهروب من عالم البشر والذهاب للعيش في جزيرة يسكنها القراصنة وكائنات غريبة.

رغم أن الرواية تتناول صورة مبالغاً فيها للطفل الطائش الذي يسارع إلى إظهار قوته ومهاراته حتى في الوقت التي تبدو فيها مجرّد ادعاءات، فإن العمل يظلّ نموذجاً للأطفال التائهين الذين لا يتكيّفون مع واقعهم، خاصة إذا كانوا يعيشون أوضاعاً أسرية صعبة، حيث يشكّل حلم "الطفولة الأبدية" خلاصاً يولّد المزيد من المقترحات الجمالية والفنية حوله.

المساهمون