"النادي اللبناني للصواريخ": إجهاض مشروع لاكتشاف الفضاء

"النادي اللبناني للصواريخ": إجهاض مشروع لاكتشاف الفضاء

03 ابريل 2018
(فريق النادي اللبناني للصواريخ أمام صاروخ "أرز 3"، 1962)
+ الخط -
لا يزال إنتاج الوثائقيات في العالم العربي محدوداً، وإن ازداد الاهتمام بها وبصنّاعها مع ظهور الفضائيات العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، والتي غلّبت العناوين السياسية على أغلب ما تقدّمه، خلافاً للسينما الغربية التي أنتجت عشرات الأفلام حول حدث أو ظاهرة أو قضية بعينها.

باستثناء أخبار نُشرت في الصحافة البيروتية في الستينيات، حول حادث وقع في جامعة لبنانية بسبب تجربة على مواد متفجّرة، ظلّ الأمر يحيطه الغموض حتى أماط الفيلم الوثائقي "النادي اللبناني للصواريخ" (2013) لمخرجيه خليل جريج وجوانا حاجي توما، اللثام عن وقائع مشروع عربي لتطوير إنتاج صاروخ قادر على غزو الفضاء.

تعود قصة الفيلم الذي يُعرض عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء في "دارة الفنون" في عمّان، إلى عام 1960 حين تمكّن مجموعة طلاب في "جامعة هايكازيان"، من إطلاق صاروخ لبناني سقط في المياه الإقليمية القبرصية، وبعد نحو عامين أُطلق صاروخ آخر مؤلّف من طبقتين، استطاع أن يرتفع إلى 11500 متر، ونجح في دورته حول الأرض حتى سقط على جبل الباروك.

استند صنّاع العمل على أرشيف أحد المشاركين في التجربة، وهو أستاذ الرياضيات مانوك مانوكيان في الجامعة حينها، والذي كشف أن لبنان كان أول بلد عربي يجري تجارب ناجحة على إطلاق سلسلة صواريخ سميت "أرز" وبلغ مداها أكثر من ستمائة كيلو متر.

وكان مانوكيان وضع تصوّره لإرسال قمر اصطناعي وفأر إلى الفضاء الخارجي، ضمن مشروع الصواريخ الذي نما في "جامعة هايكازيان"، بمساعدة مهندسين في الجيش اللبناني برعاية مباشرة من الرئيس فؤاد شهاب (1902 – 1973).

تشكّل الصور والتسجيلات الفريدة التي يحتفظ بها مانوكيان المصدر الرئيسي للعمل، وهو الذي انتقل بعد توقّف العمل في هذا الملّف لأسباب مجهولة حتى اليوم، لإكمال دراساته العليا في الرياضيات في الولايات المتحدة، حيث لا يزال يقيم هناك ويعمل مدرّساً في "جامعة فلوريدا".

بعد شراكة الجيش مع فريق البحث جرى تأسيس "النادي اللبناني للصواريخ"، رغم أن إدارة المشروع بقيت مرتبطة بالجامعة ولم تأخذ صبغة عسكرية، وجرى دعمه بأموال لبنانية حيث تشير المصادر إلى أن أول المموّلين له، كان النائب ورجل الأعمال اللبناني إميل بالستاني (1909 – 1963) الذي ارتبط اسمه بمشاريع وطنيه عديدة قبل أن تختفي طائرته وتسقط في البحر في ظروف وملابسات لم تكشف حتى اليوم.

أشرف على نادي الصواريخ بالإضافة إلى مانوكيان، كلّ من بيار مراد أستاذ علم الحرارة في "الجامعة الأميركية"، وكارا مانوكيان من "هايكازيان"، والمهندس جوزيف صفير والضابط المهندس إيلي قاعي، ليتطوّر البرنامج المقرّر لعامي 1964 و1966 متضمّناً تصنيع صواريخ حملت أسماء "أرز 7 و8"، قبل أن يغلق الملّف الذي فُقدت وثائقه من الجامعة، كما لم يُعرف حتى اليوم السبب الحقيقي وراء إنهاء هذا الحلم.

دلالات

المساهمون