"مهرجان بغداد": شارع المتنبي يتحوّل إلى مسرح

"مهرجان بغداد": شارع المتنبي يتحوّل إلى مسرح

21 ابريل 2018
(من عرض سابق لمسرحية "داموس" التونسية)
+ الخط -

تتواصل عروض الدورة الرابعة من "مهرجان بغداد لمسرح الشارع" حتى 25 من الشهر الجاري، بمشاركة عشرين فرقة مسرحية عراقية وعربية من مصر وتونس وليبيا ومن منطقة الأهواز في إيران، لذلك يمكن اعتبار هذه الدورة هي الدولية الأولى منه، حيث قدمت كل العروض في شارع المتنبي وسط بغداد.

كريم خنجر مدير المهرجان وضّح أن العروض العربية والعرض الإيراني هي مشاركات قدمتها الفرق الحاضرة على حسابها الخاص، مساهمة منها في إحياء وسط المدينة والقدوم إلى بغداد وتوسيع دائرة المهرجان.

تسعى التظاهرة إلى جعل المسرح جزءاً مألوفاً من الفضاء العام البغدادي، وأن يعتاد المارة على وجود المسرح والاحتفال به والتمتع بوجوده والاستماع إلى النقد الموجه إلى هذا المجتمع عبر الفن الرابع، فمسرح الشارع نوع من التواصل المباشر مع الجمهور وربط العرض المسرحي بتلقائية الحركة اليومية للمارة، التي امتزجت بالحضور من فنانين ومثقفين جاؤوا قاصدين المهرجان فامتزج العابر من المكان بالمتقصّد زيارته، ما خلق حالة من تنوّع الجمهور وتعدد خلفياته.

هذه الحالة العفوية شكلت حالة من عنصر المفاجأة قائمة على المزاج التفاعلي والاستفزازي المثير للأسئلة عند الجمهور ومفاجآته أياً كانت صفته وزمانه ومكانه، حيث العرض يقدم من دون مقدمات واستئذان وتذاكر فيحقق علاقة حميمة وتواصل مباشر ويؤسس لأهمية الفن في النسيج اليومي من حياة الإنسان العراقي العادي الخارج من سنوات العنف والحرب.

راهن تَجَمُّع "فنانو العراق"، منظم التظاهرة، على تعطش الجمهور العراقي إلى مشاهدة العروض المسرحية، إلى جانب تحرير المسرح من صالة العرض وعرضها بطقوس جديدة تغير مزاج التلقي بين الجمهور والعروض، ويعتبر إياد كاظم أحد أعضاء لجنة تنظيم المهرجان في لقاء تلفزيوني معه أن "المهرجان وسيلة احتجاجية على تابوهات سائدة سواء أكانت قيمية اجتماعية أو سياسية".

من تونس يحضر عرض "داموس" لفرقة "جمعية القطار للمسرح" من إخراج الطاهر فطومي، وتمثيل لسعد حمدة وناجي مناعي، وتتناول صراع عمال المناجم مع الموت والخطر اليومي.

أما فرقة "السويس المصرية لمسرح الشارع" فتشارك بعرض للمخرج محمد الجنايني، حيثُ تقدم الفرقة ملحمة من الأغاني التراثية والقصائد الشعبية من المحكية المصرية.

العروض الأخرى التي عاشتها بغداد لثلاثة أيام، تنوّعت بين المسرح الحركي، ومسرح الجسد، والستاند آب كوميدي، والدرامي، وأتيحت الفرصة لعروض احترافية وأخرى لشباب هواة من بينها عرض من تأليف وإخراج زمن العبيدي التي تتطرق إلى تابو الطائفية في العراق وأسئلة الوحدة فيه، كما استعاد المخرج طالب خيون نص "فلوس الدواء"، وهي إحدى المسرحيات التي كتبها الراحل يوسف العاني وقدمت سابقاً على مسارح العراق.

"يحتاج المشاركون في المهرجان إلى تعريف بماهية مسرح الشارع، فهو احتفالي احتجاجي أكثر ما يكون دراما، وعلى الفرق أن تنقد ما هو سلبي في المجتمع بصورة تفاعلية يشارك فيها الجمهور نفسه"، وفقاً لما يقول الفنان والمخرج المسرحي سامي عبد الحميد في معرض انتقاده للعروض في المهرجان.

المساهمون