خالد خشيم.. رحيل عن بدايات المسرح الليبي

خالد خشيم.. رحيل عن بدايات المسرح الليبي

01 ابريل 2018
(1930 - 2018)
+ الخط -
رحل منذ أيام الفنان والمخرج الليبي خالد مصطفى خشيم (1930 – 2018)، الذي يعدّ أحد أبرز روّاد المسرح والسينما والتلفزيون في بلاده في مشواره الذي بدأه منذ أكثر من ستين عاماً، ووثّقه في كتابه "ظلال السنين" الذي تضمّن سيرة حياته وتأمّلاًت في أعماله.

ولد الراحل في مصراتة (شرق العاصمة الليبية) وساهم في تأسيس أوّل إذاعة محلية فيها، كما قدّم أولى مسرحياته في المدينة بعنوان "حسناء قورينا"، في منتصف خمسينيات القرن الماضي، المأخوذة عن نص للمسرحي الروماني بلاوتوس يحمل عنوان "رودينس" (الحبل) وهي تتناول العلاقة بين طبقتي الأسياد والعبيد وتدور أحداثها بين عدد من مدن البحر المتوسط.

توالت مسرحيات خشيم، ومنها "الماريشال" عن نص "البرجوزاي الصغير" لموليير، و"الدكتور فاوست" عن نص كريستوفر مارلو، و"كلمة حب"، و"حسّان"، و"الصاروخ"، وفي معظم تلك الأعمال المستندة إلى نصوص أجنبية أو عربية كانت تحمل رؤيته الإخراجية إسقاطاً على القضايا العربية الراهنة كمقاومة الاستعمار والتحرّر الوطني ونقد مشكلات المجتمع والصراع الدائر فيه.

كان ارتباطه الأول بالإذاعة التي أخرج خلال عمله فيها عدّة مسلسلات مثل "قصة وآية" و"رجال في البحر" و"وأوراق الخريف"، وتوجّه إلى الدراما التلفزيونية حيث قدّم أول تمثيلية أنتجتها الشاشة الليبية عام 1968 بعنوان "الصراع" مع بداية البث التجريبي، وكانت قصتها مستوحاة من واقع المجتمع الليبي في تلك المرحلة.

منذ ذلك الوقت، قدّم خشيم العديد من المسلسلات التلفزيونية التي ركّزت مضامينها على التاريخ العربي أو على البيئة المحلية في محاولة لتوثيق الحياة المعاصرة في بلاده، ومن تلك الأعمال "اللمة والشاهي واللوز"، و"لمتنا حلوة وكلمة حب" و"مسارب" و"وادي الحنة" و"الخالدون"، و"عيلة دردنو".

في نهاية السبعينيات، عمل صاحب "أيام زمان" في السينما كمساعد مخرج لفيلم "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد، وكذلك مساعداً لعدد من المخرجين المصريين ضمن تيار السينما الواقعية آنذاك.

قدّم خشيم فيلم "تاقرفت" الذي تشارك في إخراجه مع محمود عياد دريزة كما ساهم في إعداد السيناريو، وهو عمل إحدى أشرس المعارك التي خاضها المجاهدون الليبيون عام 1928 ضد الاحتلال الإيطالي، ورغم أنها انتهت بانتصار المستعمر، إلا أن شكّلت نقطة الانطلاق للمقاومة التي استمرت حتى الاستقلال.

المساهمون