"متحف فلسطين".. ذاكرة في المنفى

"متحف فلسطين".. ذاكرة في المنفى

28 مارس 2018
(أعمال لـ سوزان بوشناق في إحدى صالات المتحف)
+ الخط -

بدأت جدران ما أطلق عليه اسم "متحف فلسطين" Palestine Museum US، في استقبال اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية الممثّلة لبعض من مساهمات الشعب الفلسطيني في الفن والثقافة المعاصرة. يقع هذا المتحف المخطّط أن يتم افتتاحه رسمياً في 22 نيسان/ أبريل القادم، في واحدة من بلدات ولاية فيرجينيا الأميركية المسماة "وودبرج" Woodbridge، التي تبعد عن مدينة واشنطن قرابة 20 ميلاً.

جاءت فكرة تأسيس هذا المتحف بعد أن لاحظ رجل الأعمال الفلسطيني فيصل صالح (البيرة/ رام الله، 1951)، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1969، وجود فراغ في وسائط الإعلام فيما يتعلق بالفنون والثقافة الفلسطينية في العالم عامّة، وفي الولايات المتحدة بشكل خاص، واعتبر أن "المتحف مكانٌ يمكننا أن نظهر فيه أن الفلسطينيين كائنات إنسانية تماماً كما كل الناس الآخرين، وأن بينهم فنانين وشعراء كما لدى الآخرين"، وهو يقصد مواجهة الصورة النمطية.

حتى الآن ما زالت الأعمال الفنية الواردة تتزايد، وتضاف إلى تشكيلة من الأساليب المتنوّعة الموجودة سلفاً، ومعظمها لفنانين فلسطينيين من مختلف أنحاء العالم، ولا سيما من الأجيال الجديدة حيث نجد أعمالاً للفنانة منال ديب المقيمة في مدينة فيرفاكس في ولاية فيرجينيا، وأعمالا للفنانة سوزان بوشناق المقيمة في الكويت، ولوحات الوجوه الشخصية لـ محمد صالح خليل المقيم في رام الله.

أعمال الأميريكية مرجريت أولن Margaret Olin، أستاذة الدراسات الدينية في "جامعة ييل"، ستكون استثناءً بين المعروضات، وهي سلسلة صور فوتوغرافية التقطتها في مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم، تظهر الفلسطينيين في حياتهم اليومية.

هذه الصور تمنح المشاهد فكرة عن التجوال في شوارع مخيم لاجئين؛ معظمها صور لأطفال، وبعضها صور لجداريات مرسومة على جدران المباني. جدران مخيم الدهيشة هذه بالنسبة للأستاذة الأميركية كما تقول، شبه حديث دائر بوساطة الصور، فالكثير منها صور تذكارية لشبّان استشهدوا في المخيم خلال هجمات الجيش "الإسرائيلي" الليلية على المخيم، أو خلال تظاهرات خارجه.

من الأعمال البارزة التي تستقبل الزوار جدارية رسمها الفنان عايد عرفة من رام الله، تصور ريشيل كوري، الشابة الأميركية، عضو حركة التضامن الدولية، التي قتلتها جرافة عسكرية "إسرائيلية" في مدينة رفح، وهي تحاول منعها من هدم بيت فلسطيني عام 2003. ومن المنتظر أن يحضر والداها حفل الافتتاح.

بالإضافة إلى عرض اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية، يخطط المتحف لعرض فنون التطريز الفلسطينية، وعرض وثائق تاريخية أيضاً، مثل جواز السفر البريطاني العائد لوالد صالح الصادر قبل عام 1948، وبعض مقتنيات العائلة التي ترجع في أصلها إلى قرية سلمة المجاورة لمدينة يافا، قبل النكبة.

المساهمون